إشكالان شهدهما مخيم البداوي، نهاية الأسبوع الماضي، سقط خلالهما قتيل وسبعة جرحى، طرحا تساؤلات حول إذا كانا مجرد حادثين منفردين، أم مقدمة لتوريط المخيم في نزاعات تدخله في المجهول. ويعدّ البداوي نموذجاً يحتذى بين المخيمات الفلسطينية في لبنان، لجهة انضباط الوضع الأمني فيه، وتعمل قوة أمنية مشتركة توافقت القوى والفصائل الفلسطينية على تشكيلها على ضبط أمنه، لكنّ إشكالَي نهاية الأسبوع أبرزا ثغراً تزامنت مع أزمات اجتماعية واقتصادية ضاغطة يعيشها المخيم منذ نحو 8 ثماني سنوات، عندما تدفق أكثر من 25 الف نازح إليه من مخيم نهر البارد المجاور إثر الأحداث التي شهدها عام 2007.
وأضيفت إلى هؤلاء مئات العائلات النازحة من مخيمات النازحين في سوريا، ما فاقم الوضع في المخيم الذي بالكاد يتسع لسكّانه.
وسط هذه الأجواء الضاغطة وقع اشكال عائلي بسبب خلاف على بناء، جرى خلاله تبادل إطلاق النار، ما أدى إلى سقوط ستة جرحى. وبعد ساعات وقع إشكال فردي ثان أدّى الى سقوط قتيل وجريح، وأثار قلقاً من أن يتحوّل إلى خلاف تنظيمي وسياسي، إذ إن القتيل، وهو نازح من اليرموك، ينتمي إلى الجبهة الشعبية ــــ القيادة العامة، فيما ينتمي مطلق النار إلى حركة فتح. وعلى الأثر، عقدت الفصائل الفلسطينية اجتماعاً طارئاً أعلن بعده مسؤول القيادة العامة في الشمال أبو عدنان عودة "تعالي الجبهة فوق الجراح، لأن أمن المخيم خط أحمر"، فيما وعدت حركة فتح "بتسليم المرتكبين إلى القضاء اللبناني"، في ضوء تقرير تصدره لجنة تحقيق "توافقت الفصائل على تشكيلها"، وفق أمين سر الفصائل عاطف خليل.
مسؤول الجبهة الشعبية في الشمال عماد عودة اشار الى "مخاوف من توريط المخيم وجرّه إلى نزاعات"، مشدداً على "ضرورة حماية المخيم، لأنه يوجد شعور لدى الجميع، بعد كارثتي مخيمي نهر البارد واليرموك، بأن كل المخيمات الفلسطينية مستهدفة".