رفضاً لمشروع مرأب ساحة التل في وسط طرابلس، واعتراضاً على «المشاريع الاعتباطية» التي تنفذ في المدينة، عقد «فريق الهندسة والتخطيط لإنماء طرابلس»، أمس، مؤتمراً صحافياً دعا خلاله الى حضور الندوة التي يقيمها، اليوم، حول «إنماء ومشاريع طرابلس ومشروع مرأب ساحة التل» في نقابة المهندسين في طرابلس.
يهدف الفريق المكوّن من 12 مهندساً الى تسجيل اعتراض «جماعي»، وليس فردياً، ضد مشروع مرأب ساحة التل وسط طرابلس، فضلاً عن إبداء ملاحظاتهم حول «المشاريع الاعتباطية التي تنفذ في المدينة»، وذلك خلال النقاش المفتوح الذي سيلي الندوة التي تستهدف المهتمين من أبناء المدينة وغيرهم.
يؤكد أحد أعضاء الفريق المهندس جمال بدوي أن «هناك استطلاعاً للرأي أجري قبل نحو 3 أسابيع في طرابلس، أظهر أن 87% من الذين جرى استطلاعهم يعارضون مشروع المرأب»، إلا أن هذا الاستطلاع، بحسب بدوي، جرى التعتيم عليه ولم تعلن نتائجه، «في حين لو جاءت النتائج معاكسة لكان الأطراف المؤيدون للمشروع قد طبّلوا له وزمّروا».
التعتيم لم يقتصر على استطلاع الرأي فقط، بل طاول التقرير الذي أصدرته نقابة المهندسين بخصوص مشروع المرأب الذي جرى تجاهله أيضاً، «لأنه تضمن ملاحظات لم توافق مصالح الداعمين للمشروع»، وفق ما يؤكد بدوي.

يجب التأكد من الآثار على النسيج العمراني والاقتصادي

يقول رئيس لجنة الآثار والتراث في بلدية طرابلس خالد تدمري إنه «إزاء المشاريع التخريبية والاعتباطية التي تجري في طرابلس، والتي لا تأخذ بعين الاعتبار أهمية المعالم الأثرية والتراثية في المدينة، ولا تراعي مصالح أهالي المدينة، يجد المهندسون أنفسهم في طليعة فئات المجتمع الأهلي والمدني في طرابلس التي تتقدم لرفع الصوت حرصاً على مشاريع المدينة»، فيما يرى المهندس خير الدين نشابة أن «الواقع التخريبي للمشاريع التي تنفذ في طرابلس لم يعد ممكناً السكوت عنه»، لافتاً إلى أن «المطلوب في هذا المجال فريق هندسي يتسلم تنفيذ هذه المشاريع ويعبر عن روح المدينة ويحرص على نسيجها اجتماعياً واقتصادياً، وليس هدفه الربح المادي فقط».
ويوضح نشابة أن «الأخطاء التي ترتكب في تنفيذ المشاريع في طرابلس لا تعود إلى الجهات المانحة، لأن هؤلاء لا يتخيّلون وجود مهندسين ومقاولين لبنانيين لديهم هذا القدر والخفة وقلة الاهتمام في التعاطي مع مشاريع تخص بلدهم».
وأضاف نشابة: «وسطا المدينة، المملوكي الذي يعود بناؤه إلى 800 سنة ويتمركز حول الجامع المنصوري الكبير، والعثماني الذي تشكل في محيط ساحة التل في طرابلس، هما ميراث عمراني لم يلق ما يستحق من اهتمام وتقدير واحترام، وصيانة في مشاريع التطوير»، لافتاً الى أن «المدينة القديمة تعرضت لأهوال سقف نهر أبو علي ومشروع الإرث الثقافي، ومشيراً الى: «أن مشروع مرأب ساحة التل في طرابلس طُرح دون التأكد من أثره على النسيج العمراني والاقتصادي، ودون دراسة الأثر البيئي له، ومن دون أية توضيحات حول كيفية تشغيله والاستفادة منه، وبالتالي فإنه من غير المؤكد أن هذا المشروع يدخل في إطار التنمية المستدامة».
الندوة التي تعقد اليوم مفتوحة أمام العموم، ويعقبها نقاش، وتتضمن 3 أقسام: الأول يعرض الواقع الأليم للمشاريع التي نفذت أو هي قيد التنفيذ في طرابلس، والثاني يعرض تجارب جرت في مدن مماثلة ووسطها التاريخي، والثالث يسقط الدراسات والتوجهات العلمية على الوسط التاريخي وعلى المدينة كلها.