"أظهرت سوق العمل مرونة، وسط استمرار التباطؤ التجاري". هكذا يلخّص مؤشر BLOM PMI الصادر عن "بلوم انفست" الأوضاع في سوق العمل المحلية خلال شهر أيار. ففي هذه الفترة، سجّل المؤشر انخفاضاً إلى 48 نقطة مقابل 49 نقطة في الشهر الذي سبقه، لكن التوظيف ارتفع بعد تراجع خلال شهرين متتابعين.
ويشير المؤشر إلى أن الأعمال لا تزال تراوح في الهوامش العليا للحد الفاصل بين النمو والانكماش. وعندما يسجّل المؤشر 50 نقطة، فإنه يكون في الوسط تماماً بين النمو والانكماش. إلا أنه خلال الأشهر الأخيرة لم يتمكن المؤشر من بلوغ هذا المستوى، بل ظلّ يراوح بين 45 و49 نقطة. والمعدّل المسجّل خلال أيار، أي 48 نقطة، هو أدنى معدل مسجّل لهذا المؤشر منذ ثمانية أشهر، وهو يعكس "انكماشاً متواضعاً في الأوضاع الإجمالية لأعمال القطاع الخاص، حيث انخفض إلى 48.0 نقطة بعدما سجَّل 49.0 نقطة في نيسان".
وبحسب المدير العام لبلوم انفست، فادي عسيران، فإن "القطاع الخاص اللبناني يمرّ بفترة طويلة من الانكماش الطفيف"، مشيراً إلى أن "هوامش الشركات تتعرض لضغوط من جميع الجوانب: تراجع الطلب، وارتفاع تكاليف الأعمال وانخفاض أسعار المبيع. رغم ذلك، يمكن ملاحظة تطور مهم في نتائج مؤشر مديري المشتريات لشهر أيار، وهو أن يكون استخدام التجار لطرق النقل الجوية والبحرية قد أنعش الطلب الأجنبي بعد فترة من الانكماش، رغم أنه أدى في المقابل إلى ارتفاع أسعار المشتريات. لعل تحريك النشاط الاقتصادي يحتاج إلى أن يعتمد أكثر على قرارات تجارية مبتكرة تتجاوز الطرق التقليدية".
في المجمل، يتبين بحسب المؤشر أن الطلب تراجع في السوق بسبب استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي، فيما انخفض إجمالي تدفقات الأعمال الجديدة رغم الزيادة الطفيفة في الطلبيات الجديدة من الخارج وهي أول زيادة في ستة أشهر.
وأسهم ارتفاع متوسط مستويات الشراء، مقارنةً بشهر نيسان، في ارتفاع مخزون المشتريات، إلا أن مستوى الزيادة في النشاط الشرائي كان طفيفاً، وقد لحظ المؤشر المهل الزمنية التي يستغرقها الموردون في التسليم للمرة الثانية في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وأن تكاليف الشركات ارتفعت خلال شهر أيار للمرة الأولى منذ تشرين الثاني الماضي. كذلك انخفض متوسط أسعار المنتجات مرة أخرى في أيار، ليستمر بذلك هبوط الأسعار المسجَّل على مدى عشرة أشهر من الأحد عشر شهراً الماضية.