المهرجانات اليافعة، وإن دوليّة، يقل في مؤتمراتها الصحافيّة عدد الخطباء، وتقصر فيها الكلمات. وهذه ميزة لا تقدّر بثمن. لمسنا هذه الحقيقة مجدداً أمس خلال اطلاق برنامج «مهرجانات زوق مكايل الدوليّة» للعام ٢٠١٥. هذا المهرجان لفت الأنظار خلال السنوات الأخيرة، ووقف على خشبته بلاسيدو دومنغو وجوزيه كاريراس، أنور ابراهم وظافر يوسف ورندا غصوب و«شيكاغو بلوز»، كارول سماحة وعاصي الحلاني و… (الحاج) فضل شاكر قبل أن يهتدي إلى الربيع القطري. وزياد الرحباني نفسه الذي يعود بعد عامين ليكون نجم الدورة الـ 12 هذا الصيف. ومايك ماسي. لا يمكن أن ننسى مايك ماسي. زلفا بويز لم تتذكّر سواه أمس في الفندق الفخم على الواجهة البحرية لوسط بيروت. في كلمتها، أسهبت بويز في تناول النجاحات العالمية التي عرفها ماسي بعد عبوره في الزوق. برافو! كان همّ رئيسة لجنة المهرجانات التأكيد على البعد العالمي لمهرجانها: ليس فقط لاستضافته أسماء عالميّة، بل بحكم «تطلّعاته العابرة للحدود» الى انتاج عروض واطلاقها عالمياً. حسناً، لم لا؟ رغم حماستنا لمهرجان الزوق، لا يمكن إلا أن نلاحظ أن اسمه الرسمي أطول من برنامجه هذا الموسم. الجميع يفضّل «مهرجانات» على «مهرجان»: تراها الميغلومانيا اللبنانيّة؟ أما صفة «الدوليّة»، رغم توضيحات بويز، فتبقى مبهبطة على برنامج من ثلاث أمسيات: زياد، وكوكب الشرق في حنجرة المواهب الجديدة، وبرودواي على الطريقة اللبنانيّة. هذا ليس نقداً لمهرجان يستحق كل الدعم والتشجيع، بل مجرّد ملاحظة عابرة.

الوزير ميشال فرعون كان مقتضباً. استعمل مصطلح «المجتمع المدني» للحديث عن الزخم والحيويّة الاستثنائيّة هذا الصيف: زهاء العشرة مهرجانات، وما يقارب المئة حفلة وأمسية. حسبما فهمنا من معالي وزير السياحة: الأمن مستتب، والسياسة تعبانة للأسف فسقف الحوار يتدهور، لكن الازدهار لافت في «المسار الحضاري، الفني، التراثي، الثقافي، السياحي». أما المدير العام للثقافة فيصل طالب، ممثّل وزير الثقافة المسافر روني عريجي، فتذكّر «الزمن الجميل» الذي كان فيه الفرح متاحاً، وعبّر عن أمله في «عودة هذا الزمن»، فالتظاهرات الثقافيّة بمثابة «تحد للظروف». رئيس بلديّة الزوق نهاد نوفل حيّى الوزيرين، وشكر الجميع، وتوقف عند رسالة لبنان الفكريّة. ودعا الوزير فرعون للمجيء الى الحفلات «فالزوق ليست بعيدة»… كان زياد الرحباني إلى يسار المنصة، مطرقاً طوال الوقت يستمع باهتمام كبير. ويهز برأسه إذ ينعته وزير السياحة بـ «مهرجان قائم بذاته». سألته السيدة بويز: هل تريد أن تقول شيئاً؟ لا ما شي، فقط شكر للوزير على ثقته، للمهرجان على خوضه مجال الانتاج النوعي… فـ «الثقافة لا تتضارب مع الربح».
التحيّة الى السيدة أم كلثوم (٢٥/ ٧) ستكون مع ياسمين (تأهلت للمرحلة النهائية في Arabs Got Talent)، وأيضاً سارة وياسمينة من مصر، بمشاركة «الاوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربيّة»، بقيادة المايسترو سليم سحّاب. والموعد الآخر، لم توضح زلفا بويز عنه الكثير. كل ما نعرف أنه استعراض يحمل توقيع المخرج روي خوري، وأن عنوانه «ليلة في برودواي» (٢٨/ ٧). في الحقيقة، هذا العمل خلاصة تجارب خاضها روي خوري في أماكن عدّة، وتجمع الغناء والرقص والتمثيل. لوحات فنية متتالية، لكل منها قصّة، يقدّمها خمسون فناناً على الخشبة. بين هؤلاء منال ملاط ، وكريستيان أبو عنّي ، وأندريه ابو نعمه ، وكورين متني، والـ «سوينغينغ سيسترز»… فرقة الرقص من مدرسة steps في الزوق. والأوركسترا بقيادة كمال صيقلي. وضيفة الشرف الممثلة ندى أبو فرحات.
أما زياد الرحباني فسيكون الحدث الفعلي في «مهرجانات الزوق» (أمسية الافتتاح في ٢٣/ ٧). ومن المتوقّع أن تطغى على برنامج الحفلة أعماله ذات الطابع الشرقي/ الشعبي خصوصاً، حسبما أخبرتنا العصفورة. وسيقدم الأمسية برفقة موسيقيين من لبنان ومصر وسوريا وغيرها. ونتوقّع مشاركة فنانين ضيوف مثل الفنان المصري حازم شاهين... والأهم أن جمهور الزوق سيكون له حظ اكتشاف أعمال جديدة لزياد ـــ موسيقية وغنائية ـــ تقدّم للمرّة الأولى.