ازدادت المعركة احتداماً في جرود عرسال بين تنظيمي «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» على خلفية اعتقال مجموعة تابعة للأول القيادي في «النصرة» أحمد سيف الدين الملقب بـ«السِلِس». وبحسب المعلومات، فإن اعتقال «السلس» الذي نجا مرات عدة من التوقيف، أول من أمس، جاء إثر خلاف نشب بينه وبين أحد قيادات «الدولة» في القلمون على خلفية الاشتباكات الدائرة في الجرود، انتهى بقيام مجموعة تابعة للتنظيم باختطافه إثر اشتباك مسلّح، ونُقل بعد ذلك إلى جرود ميرا، علماً بأن «الدولة» تتهمه بالمسؤولية عن قتل عدد من جنودها.
ويعدّ سيف الدين أحد أبرز المطلوبين للأجهزة الأمنية لثبوت تورّطه في أكثر من جُرم، أبرزها دوره الرئيسي في قتل المقدم نور الجمل إثر ما عُرف بـ«معركة المهنية» في «غزوة عرسال» في آب الماضي، فضلاً عن دوره الأساسي في الإشراف على تدريب المسلّحين في طرابلس ونقل السلاح إلى مجموعات الشيخ أحمد الأسير في صيدا. وهو تولى نقل الأسير من صيدا إلى جوسيه في نيسان 2013، وظهر إلى جانبه في بعض الصور يومها في ما سمّاه «رحلة القصير».
تدرّج سيف الدين في المجموعات المسلّحة الناشطة على خطّ «الثورة»، حتى عُيّن قائداً لـ«كتائب الفاروق» في القصير، إثر تنحّي القياديين موفق أبو السوس وأبو عمر وردان الزهوري عن القيادة خلال الفترة الممتدة بين معركتي القصير ويبرود. وانتهى به الأمر فى صفوف «جبهة النصرة» بعد مبايعته لأميرها في القلمون «أبو مالك التلّي» الذي عينه مسؤولاً عن المجموعات المسلحة التي اقتحمت عرسال برفقة المسؤول العسكري في «النصرة» الملقّب بـ«الأهوازي». عُرِف عن الرجل شراسته في المعارك وعداؤه للجيش اللبناني. وعقب معركة عرسال في آب الماضي، انتقل «السلس» إلى طرابلس بتسهيل من أحد المشايخ اللبنانيين. وهناك نشط على خط تدريب المجموعات المسلّحة في طرابلس والضنية. وقد دوهمت الأماكن التي كان يختبئ فيها في طرابلس، إلا أنّه تمكن من الفرار ليعود إلى عرسال بالطريقة نفسها. وفي 17 الجاري، تمكنت استخبارات الجيش، في منطقة بر الياس، من توقيف شريكه السوري يعرب عبد العزيز الفرج المعروف بـ«يُعرب أبو جبل»، المطلوب بتهمة الانتماء إلى مجموعات مسلحة ومشاركته في القتال في صفوفها. وتبين أن الفرج انتقل من عرسال الى أحد المخيمات في البقاع، مستعملاً هوية مزوّرة باسم أحد السوريين الموجودين في عرسال. وقد اعترف بانتمائه إلى «كتائب الفاروق» ومجموعة أحمد زكريا سيف الدين التي نفّذت عمليات عسكرية على الأراضي اللبنانية. كذلك اعترف بقيامه بتهريب كميات كبيرة من الأسلحة لمصلحة المسلحين في جرود عرسال، وبتعاطي الحبوب المخدّرة وتجارتها.