هل هي صدفة أن تتزامن إعادة نبش ملف الأسلحة الكيميائية لدى سوريا، مع ارتفاع الضغوط الميدانية على الجيش السوري؟ وهل فتح الملف الكيميائي من جديد، ومن قبل إسرائيل تحديداً، هو تمهيد لبدء مرحلة جديدة من الضغوط الخارجية، يكون لتل أبيب دور ما فيها؟ سؤالان من ضمن أسئلة كثيرة، تطرحها التطورات الأخيرة على الساحة السورية، وتهديد إسرائيل الواضح والمباشر، أمس، بشن غارات جوية على أهداف سورية، قالت إنها تحوي كميات هائلة من السلاح الكيميائي.
المؤكد أن المعركة الدائرة في سوريا بلغت مرحلة متقدمة ومنعطفاً حاسماً، ما يستدعي من أعداء النظام السوري، من الداخل والخارج، استخدام كل الأسلحة والإمكانات المتاحة أمامهم، ومن بينها إعادة إحياء ملفات قديمة تأكد إغلاقها، وإدخال إسرائيل على خط التهديدات المباشرة.
صحيفة «يديعوت أحرونوت» التي تولت نقل التهديدات، ذكرت أمس أنّ أجهزة استخبارات غربية تقدّر بأنّ الجيش السوري يواصل الاحتفاظ بكميات كبيرة من الأسلحة الكيميائية الفتاكة، و«هم في إسرائيل يتابعون محاولات النظام السوري إخفاء هذا السلاح، وتحديداً غاز الأعصاب»، مشيرة الى أن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى يؤكدون أنه إذا واصل النظام السوري الإصرار على الاحتفاظ بهذا السلاح، فإن «إسرائيل ستدرس خطواتها».
وأشارت الصحيفة الى أنّ المراقبين الدوليين فكّكوا ما يقرب من 1000 طن من الأسلحة الكيميائية، من بينها أسلحة غاز الخردل والسارين، إلا أن المنظمة الدولية لحظر السلاح الكيميائي نشرت أخيراً تقارير تحدثت عن عشرة أماكن في سوريا يشتبه أنها تحوي مواد كيميائية قاتلة، والسلطات في دمشق ترفض التعاون وتمكين المفتشين الدوليين من زيارة هذه الأماكن.
وشددت الصحيفة على أنّ إسرائيل تدرك جيداً محاولات إخفاء هذه المواد وما يقوم به السوريون، وهي تتابع عن كثب المساعي الأممية للوصول الى داخل المنشآت المشبوهة، و«في تل أبيب يفضلون حتى الآن، أن يقوم المراقبون الدوليون بهذه المهمة، ويتأكدوا بأنفسهم من هذه المنشآت».
ولفتت الصحيفة الى أنّ وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، كان قد حدد في الماضي ثلاثة خطوط حمراء، من شأن تجاوزها أن يجرّ تدخلاً عسكرياً إسرائيلياً على الأراضي السورية: الإضرار بالسيادة الإسرائيلية، ونقل أسلحة من نوع محدّد من سوريا إلى حزب الله في لبنان، واستمرار وجود أسلحة كيميائية في سوريا، إذ لدى إسرائيل أيضاً خشية من أن ينزلق هذا السلاح الى جهات إسلامية متطرفة.
والرسالة الإسرائيلية للنطام السوري، بحسب ما تنقل الصحيفة عن «مصادر موثوقة»، هي الآتية:
في حال إصرار السوريين على الاحتفاظ بالمواد الكيميائية الفتاكة، فمن المرجّح أن تشنّ طائرات حربية، غربية أو أميركية أو غيرها، غارات على المنشآت والمواقع التي لم يُسمح للمراقبين الدوليين بالدخول إليها.
1 تعليق
التعليقات
-
ربما حجة لبداية عاصفة على سوريا أولآثار تدمرلعله حجة لاسرائيل بالكيماوي السوري لعاصفة حزم تستهدف سوريا كما تحججوا بنووي ايران في تلك العاصفة , واسرائيل تدعمهم او ربما تلك تتزامن مع احتلال جماعات من داعش لمدينة تدمر الأثرية, بلا شك أن سوريا لم تعد تملك اي اسلحة من هذا النوع والامم المتحدة واميركا بما تملك من تقارير مؤكدة تؤكد ذلك , عا دة في وضع حرج بالنسبة لسوريا وحتى الأمم المتحدة , لا يهها حرب تقليدية فالآثار اشبه بدروع طبيعية , والحرب التقليدية تعني نهاية شبه مؤكدة للآثار,لربما لو اسرائيل نفسها او اية دولة أخرى تملك سلاح كيمائي تواجه هكذا مشكلة , ربما مثل اسرائيل سوف تأخذ ربما هذا الخيار,وهي كما تفكر , فهي تخشى أن غيرها يفكر مثلها , وهي يهمها ان تكون المعركة في تدمر تقليدية كي تدمر الآثار بايدي داعش والدولة على حد سواء ,تدمير أو سرقة الآثار ونبش الأضرحة ذات دلالة تاريخية مهمة هي احدى القواسم المشتركة بين في اسرائيل والتنظيمات تلك ذات الدين الوهابي وما شابه