تعرّضت زيارة وزير الخارجية جبران باسيل غداً للضنية، قبل أن تبدأ، لنكسة أفرغتها من جانب كبير من محتواها، بعد دعوات وجهتها فاعليات في المنطقة لمقاطعة الزيارة. والاعتراض، للمفارقة، لم يأت من قبل خصوم باسيل السّياسيين في تيار المستقبل وفريق 14 آذار، بل من قبل قوى وشخصيات سياسية وفاعليات محلية مقربة من فريق 8 آذار أو مستقلين.
إذ إن وزير الخارجية، إلى جانب أنه لم يتصل بنواب المنطقة المحسوبين على تيار المستقبل لإبلاغهم بزيارته، لم يكلف نفسه عناء الاتصال بحليفه السياسي المفترض، النائب السابق جهاد الصمد، ما دفع الأخير إلى إبلاغ من اتصل به من كوادر التيار الوطني الحر لدعوته إلى لقاء موسع على غداء مع باسيل، أن زيارة الأخير «ليست موضع ترحيب، ولن أشارك في اللقاء، وسأدعو فاعليات المنطقة إلى مقاطعة الزيارة».
وذكّر الصمد بأن وزير الأشغال العامة السابق غازي العريضي، عندما زار الضنية قبل سنوات، حرص على زيارته في منزله ببلدة بخعون. ونقل عن العريضي قوله يومها إنه التقى في منزل الصمد بحشد من رؤساء بلديات الضنية ومخاتيرها أكبر ممّا وجده عند بقية نواب المنطقة. وأكّد الصمد أن فاعليات مسيحية مؤيدة للتيار الوطني الحر أبلغت مقربين من باسيل أنها ستقاطع الزيارة «إذا لم تكن من بوابة جهاد الصمد، لأن هذا الرجل عندما نحتاجه في أي أمر نجده قربنا».
إلى ذلك، أعلنت فاعليات في المنطقة مقاطعتها للزيارة، لأن باسيل «لم يضرب ضربة واحدة في الضنية عندما كان وزيراً للطاقة، ولم نستفد منه ولو بلمبة توفير، كذلك لم يساعدنا في حلّ مشكلة المياه عندنا، ولا الكهرباء»، بحسب رئيس بلدية سير أحمد علم.
هذه الأجواء دفعت المنظمين إلى إلغاء حفل الاستقبال والغداء الذي كان معدّاً على شرف باسيل في بلدة سير، وإلى جعل جولته تقتصر على زيارة القرى المسيحية الخمس في الضنية التي تعرف بـ»المزارع».