أجمع وزير البيئة محمد المشنوق ووزير الزراعة أكرم شهيب على ان خطة النفايات والمناقصات التي اطلقت إثرها مهددة بالفشل. وان القرارات التي ناقشها مجلس الوزراء على مدى اسابيع واطلق على إثرها مجلس الإنماء والإعمار مناقصات في مختلف المناطق اللبنانية لا تساوي الحبر الذي طبعت به، كونها رمت "كرة" اختيار المواقع والتقنيات في ملعب المتعهدين، في حين ان الوزراء ورئيس مجلسهم كانوا يعرفون ان الدولة التي يتوجب عليها ان تتحمل مسؤولية إنفاذ القرارات والقوانين هي المسؤولة عن اختيار المواقع "وفرضها" على البلديات والمجتمع المحلي.
مواقف شهيب والمشنوق اطلقت خلال "مؤتمر لبنان الاستدامة: التركيز على استراتيجية النفايات الصلبة" الذي عقد أول من أمس في فندق موفنبيك، بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار وجمعية الصناعيين اللبنانيين.
وسأل المشنوق: "لماذا نقبل بالمكبات العشوائية؟ لماذا نعيش مع النفايات في قرانا وضيعنا ومدننا؟ لماذا نقبل بهذه البلديات التي تسمح بهذا العمل أن يستمر؟". وأضاف المشنوق: "الخطة الوطنية لمعالجة النفايات الصلبة تتضمن استراتيجية فيها الفرز الميكانيكي والفرز اليدوي والتسبيخ والـRDF، حيث نصل في النهاية إلى مكان لدفن العوادم. يسأل البعض عن معنى العوادم؟ فهي ليس فيها إفرازات ولا ضرر وهي ناشفة. يقولون ممنوع الطمر في أي مكان والسبب هو أننا رأينا ما حصل في مطمر الناعمة و"ننفخ اليوم على اللبن". هذا الكلام دقيق ولكن الناس لا يدركون كل الجوانب، ومعظم الناس لا يعرفون الجوانب التقنية. يجب أن نصل إلى مكان ما نضع فيه لبنان قبل كل الفوائد التي يجنيها البعض في ملف النفايات".
وأضاف: "سألت أحد رؤساء البلديات أين تدفن النفايات التي تجمعونها؟ فقال متململاً وجدنا شخصاً يأخذها وندفع له 112 مليون ليرة لبنانية ويرميها في عكار. أين يرميها في عكار؟ لا أدري! كما قال، وهذا يعبّر عن منطق لبناني قديم، "حايدة عن ظهري بسيطة"". وكشف وزير البيئة: "أن عروضاً تأتينا من أوروبا وأفريقيا تطلب أخذ نفاياتنا مقابل مبلغ معين لمعالجتها".
بدوره، حذّر شهيب الذي كان يمثل رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، من أن مطمر الناعمة أُتخم وغير قابل لاستيعاب أي إضافات بعد التاريخ المحدّد والفرص التي أُعطيت استنفدت واستنفد كل إمكانية لاستيعاب الجديد. وأضاف: "المشكلة في إيجاد الأرض. نحن بحاجة إلى أرض للفرز، أرض لمركز التسبيخ وتطويره، أرض لإنشاء الـRDF الذي هو الوقود البديل من مصانع الترابة. لكن هناك رفض، عرضنا تطوير مركز التسبيخ في الكرنتينا "قامت القيامة بالسياسة"، لا ممنوع، "ما حدا يقرّب"، فذهبنا باتجاه جبل نفايات برج حمود ، قلنا "لنجلّس" الأرض، وهذا أمر مكلف جداً، فطرحنا أن تتولاه الدولة، وأن تكسب بالتالي بلدية برج حمّود أراضي جديدة توضع إنشاءات عليها ولا يتم طمر ولا عوادم ولا مطمر ولا شيء، إنما إنشاءات لتوسيع مركز التسبيخ الموجود هناك، فكان الرفض والرد بالقول: "إنكم تعتدون على برج حمّود، تكفينا مشاكلنا". وتابع: "جئنا باتجاه "الكوستا برافا"، وأنا أقول الأمور بصراحة، عندنا 110 آلاف متر مربع تكسبهم بلدية الشويفات هناك، أيضاً ردم ثم إنشاءات لتطوير موضوع الفرز والتدوير والتسبيخ، لبيروت وجبل لبنان لا أكثر ولا أقل، لا أحد سيضع نفايات ولا أحد سيأخذ نفايات، أيضاً قوبلنا بالرفض القاطع، إذاً أين نذهب؟ هل نأكل النفايات؟ هذا الوضع قائم في كل المناطق. المشكلة لا تزال قائمة، وبرأيي فكرة موضوع إيجاد مراكز سنواجه عبرها مشاكل كبيرة حتى الساعة".