القاهرة | فشلت كل محاولات إسلام بحيري مقدم برنامج «مع إسلام» للبقاء على الشاشة. قناة «القاهرة والناس» استسلمت أخيراً وأعلنت عن وقف البرنامج لينتصر الأزهر في جولة قد توفر عليها جولات مقبلة أخرى بعدما وصل درس إسلام إلى الجميع. لم يكن قرار «القاهرة والناس» وقف برنامج «مع إسلام» متوقعاً، إلا لمن يقتربون أكثر من كواليس صناعة الإعلام والسياسة في مصر.
هؤلاء كانوا يدركون أن البرنامج سيتوقف لا محالة، إلا أنّ كثيرين ساروا في الاتجاه المعاكس وتوقعوا استمرار بحيري، معتمدين على دلائل أخرى من بينها أنه رغم الإنذار الذي وجهته المنطقة الإعلامية الحرة للقناة بتعديل محتوى البرنامج، لكنّ «القاهرة والناس» واصلت إنتاج حلقات جديدة. آخرها جاءت بعد المناظرة الشهيرة التي شارك فيها بحيري والشيخان أسامة الأزهري والحبيب علي الجفري على قناة cbc يوم الجمعة الماضي. كما أن تراجع بحيري عن لهجته المستفزة وتعهده بتغيير العبارات المستخدمة في الهجوم على العلماء والفقهاء، كل ذلك مهد لعودة مختلفة لبحيري، خصوصاً أنّ مناظريه من الدعاة قالوا إنّهم ضد وقف البرنامج. لكن ما تأكد سريعاً أنّ قرار الأزهر بالنزول إلى المعركة لم يكن لينتهي باستمرار بحيري. إذ خرج الأزهر منتصراً في هذه الجولة ليرسل للجميع ما معناه أنه لن يسمح بأي هجوم على علمائه، تحديداً في المستقبل، لأن انتفاضة الأزهر ضد بحيري لم تبدأ أصلاً إلا بعدما بدأ يهاجم كبار علماء المشيخة. والجدير بالذكر هنا أن الأزهر لم يكتف بالتحرك صوب المنطقة الإعلامية الحرة فحسب، وإنما تقدم ببلاغ للنائب العام هشام بركات ضد بحيري ثم تطورت الأمور أول من أمس عندما أقام دعوى أمام محكمة القضاء الإداري للمطالبة بوقف البرنامج. أي انه انتهج كل السبل الممكنة مستعيناً بحملات إعلامية أطلقها السلفيون. بالتالي لم تجد المناظرة نفعاً. ولم يكن هنا مفر من وقف البرنامج، لكن اللافت أن بحيري هاجم «القاهرة والناس» بعد القرار، إذ كتب عبر فايسبوك «من غير تفاصيل ﻷني مش هقدر أشرح كم اﻷهوال والمهازل اللي بشوفها، البرنامج اتوقف لخلافات بيني وبين القناة، مش هشرح تفاصيل دلوقتي بس يومين وهكتب كل شيء». سريعاً، ردت «القاهرة والناس» عبر بيان رسمي أكدت فيه أن وقف «مع إسلام» جاء إعلاءً للمصلحة الوطنية واحتراماً لفصيل كبير من الشعب المصري واستجابة للإمام الأكبر للأزهر الشريف في تحكيم العقل عندما يتناول الإعلام مسائل الدين. وعبر مداخلة هاتفية أجراها مع برنامج «القاهرة اليوم» على قناة «اليوم» مساء أمس، قال بحيري إن الصمت على دعاوى القتل في بعض كتب التراث هو أمر خطير للغاية وسيؤدي إلى ندمنا جميعاً على حد قوله. وأضاف أنّ دعوته إلى التنقيح اختصت فقط في كتب التراث ولم يتطرق في حديثه على الإطلاق إلى الرسول أو أحد من الصحابة.