منذ يومين، تلقى أهالي تلاميذ مدرسة روضة الفيحاء كتاباً من إدارة المدرسة كان له وقع الصدمة عليهم. أدارت الإدارة ظهرها لمطلبهم بإلغاء الزيادة على القسط الأخير للعام الدراسي الحالي، والتي تراوح بين 200 ألف و475 ألف ليرة، ورمت المسؤولية على عاتقهم في ما يتعلق بالأزمة التي شهدتها المدرسة أخيراً، بعد اعتصام نفذوه ورفعوا خلاله صوتهم اعتراضاً.
تفاءل الأهالي بعد التحرّك الذي نفذوه قبل أيام، والوعود التي تلقوها بدرس مطلبهم إلغاء الزيادة إثر اجتماعهم مع مدير المدرسة مصطفى المرعبي، لكنهم فوجئوا أول من أمس بتلقيهم كتاباً من إدارة المدرسة يتجاهل طلبهم كليّاً، و"يحمّلهم" مسؤولية الأزمة، قبل أن يُقدّم لهم وعوداً بتلبية بعض مطالبهم ابتداءً من العام الدراسي المقبل، وفق شروط تلائم المدرسة حصراً.
أشار كتاب المدرسة إلى أن "صلب الموضوع وجوهره يكمنان مع الأسف في عدم التزام البعض بالوفاء بواجباتهم المالية بالتواريخ والاستحقاقات اللازمة"، و"مع ذلك ستأخذ الإدارة مبادرة" لمنح "فرصة" للأهالي، الذين وصفوا هذه الفرصة بأنها "استغلال" من إدارة المدرسة لهم.
المبادرة التي طرحتها إدارة المدرسة، والتي لم تأت فيها على ذكر الزيادة على القسط الثالث ــ موضع الاعتراض الرئيسي ــ بدت كأنها "هروب إلى الأمام"، وفق قول الأهالي، لأنها تتضمن "عرضاً" من المدرسة بإعفاء التلاميذ من رسم التسجيل (300 ألف ليرة) عن العام المقبل لمن يسدد كامل متوجباته المالية قبل 4 أيار المقبل، وإعفاء بنسبة 65% من الرسم المذكور لمن يسدد هذه المتوجبات قبل 4 حزيران المقبل، مع وعود بـ"دراسة جدّية" من إدارة المدرسة باستحداث نظام تسهيلات شهرية لدفع الأقساط ابتداءً من العام المقبل، وإعادة النظر بالنسب المئوية كحسم الإخوة للعائلات التي لديها أكثر من ولدين في المدرسة.
وقد حددت الإدارة في الكتاب المرسل الى الأهالي "المهلة النهائية لتسديد المستحقات المالية في 15 حزيران المقبل"، مهددةً أنها "بعد هذا التاريخ ستجد نفسها مضطرة إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة والكفيلة بضمان حسن سير العملية التربوية واستمرارية عمل المؤسسة".
لكن هذا الكتاب لم يمر لدى الأهالي مرور الكرام، إذ أصدروا بياناً ردّاً عليه، في موازاة إعلانهم عن تنظيم لقاء مفتوح بعد عصر اليوم الخميس في مطعم "كاستل" في منطقة الضم والفرز للتداول في الأمر، داعين الإعلام إلى تغطيته، في تصعيد واضح منهم بعدما كان تحرّكهم الأول بعيداً عن الإعلام.
وقد عبّر الأهالي في بيانهم عن صدمتهم بما سموه "البيان التجاري" الذي أصدرته الإدارة، والذي "حمل في طياته ترغيباً وترهيباً، وعروضاً أقل ما يقال فيها إنها تجارية"، معتبرين أن "هذا الأسلوب الغوغائي بالتصرف من قبل إدارة المدرسة يفقدها الصدقية ويبعدها عن المنطق"، وأن تعميم المدرسة "يؤكد صوابية تحركنا في رفع الظلم الذي أثقلنا". وأكدوا أن "هذه الطريقة في التعاطي سوف تزيد الأمور تأزماً، والخروج عن السيطرة، وسوف تدفع بالأهالي للقيام بخطوات تصعيدية لينالوا مطالبهم"، معتبرين أن مطالبهم "لاقت من الإدارة الاستهزاء والمماطلة وعدم التجاوب". وقد حدد الأهالي مطلبهم "بإلغاء الزيادة المقررة على الأقساط ودعوة لجنة الأهل المنتدبة من الإدارة إلى الاستقالة فوراً".