عُلِّقَ على خشبة - ٢
قلنا ندَم… لماذا؟ ليس لأنّ أي محاولة للتوفيق بين الطوائف نتيجتها الحتمية الندم، بل لسبب آخر: الجزء الأول حجزناه للسيدة فيروز ولباخ، فماذا نختار للجزء الثاني؟ إثر نشر الحلقة السابقة، بدا الوقت وفيراً للتفكير والتخطيط، فوضعنا استراتيجية عمل لحلقة اليوم، أساسُها عدم تكرار الأسماء… وبدأت رحلة ”الطلّات“ اليومية الكثيرة على مكتبة الأسطوانات، لنصل إلى نتيجة كأجواء هذه الأيام، حزينة: ضاع الأسبوع ومعه جزءٌ من العمر المحدود والمجهول.
بعد مرواحة وعجز عن التقدّم ولو خطوة واحدة، قرّرنا صباح اليوم إبقاء فيروز وجمعها بأعمال لمؤلفين غربيين غير باخ، فبدا الخلل واضحاً في ميزان الحلقة بين دفتَّيه الشرقية والعالمية، لمصلحة الأولى طبعاً. جرّبنا العكس، فطار من وضعناهم في الدفّة الأولى والتصقت دفّة باخ بالأرض، لا بل حَفَرَت فيها قليلاً. تخلّينا عن الاسمين المذكورين، بهدف تأمين التوازن ولو على ”علو منخفض“، فهبَط مستوى الحلقة إلى ما لا يليق بانتحار يهوّذا شنقاً، فكيف بإعدام معلّمه صلباً! تكدَّسَت الأسطوانات بالمئات على طاولة العمل ومحيطها، ووصل مؤشر مهلة تسليم مواد الحلقة إلى الأحمر، فانحصرت المهمات برصْد (الـ) أسطوانتَين، في سلسلة جبال البلاستيك والألوان، وسحبهما. كالتنفُّس للمخلوقات، كالرضاعة للطفل، كاللعب بالنغمات لموزار، كجَرْيِ المياه نزولاً،… كانت هذه مهمة سهلة.
مجدَّداً، من أسطوانة ”الجمعة الحزينة“ للسيدة فيروز اخترنا ”أنا الأم الحزينة“ و”المسيح قام“، ومن ريبرتوار باخ الخاص بالمناسبة نقترح أيضاَ مطلع عملٍ ديني ضخم بعنوان ”الآلام“، لكن هذه المرّة ”بحسب القدّيس يوحنا“.