كما كان متوقعاً، كرّر الرئيس فؤاد السنيورة محاولته إشعال الجبهة الداخلية في وجه حزب الله الذي يحاوره تيار المستقبل في عين التينة. قبل ذلك، في ذكرى 14 آذار في البيال، أطلق السنيورة النار على الحوار، ما أشعل اشتباكاً كلامياً مع حزب الله، ما لبث أن تم تداركه في جلسة الحوار الأخيرة بالتأكيد على المضي فيه.
وفيما التزم حزب الله الصمت وعدم التعليق على اتهامات رئيس الحكومة الأسبق، أكدت أوساط رئيس مجلس النواب نبيه برّي أن الأخير «ممتعض من تصرّفات السنيورة، وقد أثارت شهادته قلق عين التينة التي تسعى إلى حماية الحوار الذي يستفيد منه الطرفان، وإن كان حتى الآن لم يحقق إيجابيات كبيرة، لكنه على الأقل لا يحمل أيّ سلبيات». وأكدت المصادر أن «شهادة السنيورة وما قاله عن حزب الله تحديداً لن تؤثر في الحوار، علماً بأنه قد يثير زوبعة سياسية نحن في غنى عنها». وشدّدت على «أننا سمعنا كلاماً من وفد المستقبل داخل الحوار بأن كلام السنيورة أو أي شخصية مستقبلية أخرى تصوّب على هذا الخيار لا يعنينا». ولفتت المصادر الى أن «كلام السنيورة وأيّ شاهد في المحكمة ليس مستغرباً ولا جديداً، وقد سمعنا من آخرين المضمون نفسه، لكن اتفاقنا مع تيار المستقبل على تحييد الملفات الخلافية عن هذا الحوار، ومن ضمنها المحكمة الدولية، يفرض علينا غضّ النظر عن كل ما يقال داخلها، كي لا نعطي فرصة للمصطادين في الماء العكر أن يحققوا أهدافهم». وتجيب المصادر عن سؤال حول استغلال منبر المحكمة للتجييش الطائفي وضرب الهدف الأول للحوار الذي أعلنه المتحاورون، وهو تنفيس الاحتقان، وتداعيات ذلك على الساحة الداخلية، قالت المصادر «لن يدفعنا أحد إلى الغلط، ولو كنا نريد نسف هذا الحوار لاخترعنا ألف سبب وسبب لنسفه، لكن الحزب والمستقبل والرئيس برّي مصرّون على تذليل كل العقبات».