بعد تقاطر الوفود الدبلوماسية الخليجية والغربية إلى مدينة عدن لتأكيد دعم «شرعية» الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، وفي ظلّ إصرار هادي ومؤيديه على إحياء الوصاية السعودية على اليمن، رغم كل المستجدات السياسية والميدانية التي غيّرت موازين القوى في البلاد، توجه المبعوث الدولي، جمال بن عمر، يوم أمس، لزيارة هادي في عدن، حيث حذّر من إمكانية تكرار السيناريو الليبي أو السوري في اليمن «إذا ما حاولت الأطراف المتنازعة حسم الصراع بالقوة العسكرية». تلميح بن عمر يترافق مع واقعٍ أمني يتسم بالاستنفار، ولا سيما في الجنوب حيث ينشط «القاعدة» و«داعش» الذي خرج إلى العلن أخيراً، حاصراً معركته مع «أنصار الله».
وبعد ساعاتٍ من جلسة مجلس الأمن الخاصة باليمن التي جددت «الدعم الكامل» للمبعوث الدولي، مطالبة الدول الإقليمية «بعدم التدخل في شؤونه الداخلية»، انتقد المبعوث الدولي إلى اليمن، جمال بن عمر، عدم استجابة «أنصار الله» لمطالب مجلس الأمن، محذراً من تحول الأزمة اليمنية إلى صراع مسلح «شبيه بالذي تعيشه سوريا وليبيا»، وذلك بعدما فصل هادي البلاد بانتقاله إلى عدن، ما جعل الوضع يبدو في طريقه باتجاه النموذج الليبي، الذي أعلنت طهران قبل أسبوع رفضها لتعميمه على اليمن.
هادي: خمسة
أقاليم من أصل ستة رفضت «الانقلاب»

وفور وصوله إلى عدن لزيارة هادي، أوضح بن عمر أن تكرار السيناريو الليبي والسوري في اليمن «أصبح أمراً وارداً إذا ما حاولت الأطراف المتنازعة حسم الصراع بالقوة العسكرية»، مؤكداً أن ذلك سيدفع إلى «صراع طويل الأمد». وقال في مؤتمر صحافي، إنه أبلغ مجلس الأمن «إحباطه» من عدم تجاوب «أنصار الله» مع دعوة المجلس إلى الانسحاب من المؤسسات الحكومية، مضيفاً في نبرةٍ حازمة: «واهمٌ من يعتقد أنه سيفرض توجهه على الآخرين، أو سيحكم اليمن بالقوة». وجدد بن عمر التأكيد أن الحلّ يكمن في العودة إلى الحوار بناءً على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
وفي استحضارٍ لقضية الأقاليم الستّة، وهي القضية التي أطلقت شرارة حراك الحوثيين الذي أعقبته استقالة هادي ثم الانقسام السياسي بين «عاصمتين»، قال هادي يوم أمس، إن «خمسة أقاليم من أصل 6 في البلاد، رفضت الانقلاب، وتمسكت بمخرجات الحوار الوطني وبالمبادرة الخليجية». وخلال لقاء مع مشايخ محافظة الضالع (جنوب)، دعا هادي كل القوى السياسية إلى «الحوار وطيّ صفحة الماضي»، قائلاً إن «مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، تؤسس لبناء دولة اتحادية قائمة على العدل والمساواة، والتوزيع العادل للسلطة والثروة».
وفي وقتٍ يصرّ فيه هادي على ممارسة مهماته كرئيسٍ للجمهورية، رفض قائد قوات الأمن الخاصة في عدن، العميد عبد الحافظ السقاف، قرار إقالته الذي أصدره هادي، أول من أمس. وقالت مصادر أمنية يمنية، إن السقاف لا يزال يرفض تسليم منصبه، بعد إصدار هادي «قراراً جمهورياً» بتعيينه وكيلاً لمصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني، مشيرةً إلى أن مسؤولين محليين توجهوا يوم أمس، إلى قيادة المعسكر لإقناع السقاف بتنفيذ القرار، «لكنه رفض». ونقلت «الأناضول» عن المصادر نفسها القول، إن السقاف «بدأ ينشر قوات تابعة له في محيط المعسكر الرئيس للقوات الخاصة».
إلى ذلك، فجر مسلحون مجهولون أنبوباً للنفط في محافظة شبوة (جنوب) التي تُعدّ معقلاً لتنظيم «القاعدة» والقبائل الداعمة لها. وأفاد شهود عيان بأن مجهولين أقدموا على تفجير أنبوب النفط التابع لشركة «جنة هنت» في منطقة عسيلان، التابعة لشبوة، ما دفع الشركة إلى إيقاف الضخ في الأنبوب حتى يتم إصلاحه.
(الأخبار، الأناضول)