أكثر من خمسين مشاركاً من دول عدة جمعهم المؤتمر العالمي الثاني عشر لمناهضة العزل الذي نظمه مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب والمنتدى العالمي للنضال ضد العزل بمشاركة الجبهة الشعبية الثورية التركية، وعقد على امتداد ثلاثة أيام في قصر الأونيسكو في بيروت.
يشكل هذا المنتدى السنوي الذي عقد في السابق في دول أوروبية عدة المحطة الأبرز للتضامن مع المعتقلين السياسيين للقوى والأحزاب التي تعتنق عقيدة معادية للولايات المتحدة والغرب، إضافة الى معارضتها الشرسة للمؤسسات الحاكمة في البلدان التي تعمل فيها، وخصوصاً تركيا والبحرين وإيرلندا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وسويسرا والسودان والولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا واليونان وبلغاريا والمغرب.

مظاهر التقشف واضحة على المؤتمرين، معظمهم استضيفوا في منازل مشاركين لبنانيين في المؤتمر، وجبة غدائهم بسيطة، قهوتهم صنع يدهم ، صورهم ولافتاتهم التي علقت على الجدران يبدو واضحاً أنها طبعت منذ زمن واستخدمت في أماكن عدة قبل أن تحط في بيروت. الأناركية كنظرية وفكر سياسي وكحركة اجتماعية واضحة المعالم في الخطاب وفي اللباس عند معظم المشاركين.
الحضور الأبرز في المؤتمر كان للنشطاء في الجبهة الشعبية التركية

الحضور الأبرز في المؤتمر كان للنشطاء في الجبهة الشعبية التركية ــ مكتب سوريا، وهي حزب سياسي أسس عام 1978 تحت اسم ديف سول (اليسار الثوري)، قبل أن تعاد تسميته عام 1994 وهو يعتنق الفكر الماركسي اللينيني.


"لدينا أكثر من ٣٥٠٠ معتقل سياسي في السجون التركية، بينهم محامون ومعلمون وطلاب جامعة" يقول أحمد قولاقسس لـ"الأخبار". يحمل الرجل البالغ من العمر ٥٧ عاماً صورة ابنتيه اللتين قضتا نتيجة إضراب مفتوح عن الطعام تضامناً مع المعتقلين السياسيين في تركيا. "تقوم الولايات المتحدة باستخدام سلطة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا على اعتبارها سلطة عميلة لها" يضيف قولاقسس الذي يتولى الإشراف على جناح الجبهة الشعبية التركية في المعرض الذي أقيم على هامش المؤتمر، ويضم أشغالاً يدوية صنعها المعتقلون، علقت الى جانب صور تظهر أنشطة التضامن معهم.

كما تضمن المؤتمر حفلاً فنياً لفرقة Grup YORUM التركية بمشاركة عدد من فرق التراث الفلسطيني.

مشاركة لافتة في المؤتمر لعدد من الجمعيات اللبنانية الناشطة في الدفاع عن قضايا المعتقلين والمفقودين، إضافة الى مشاركة مختلف الفصائل الفلسطينية التي تعجّ سجون الاحتلال بقادتها؛ وبينهم مروان البرغوثي، وأحمد سعدات الذي رفعت صورة كبيرة له الى جانب صورة الأسير اللبناني في السجون الفرنسية جورج عبد الله. وفي المعرض أيضاً، صورة كبيرة للأمين العام لحركة الوفاق المعارضة البحرينية الشيخ علي السلمان.

"المؤتمر يشكل مساحة للتضامن مع مختلف الحركات السياسية المعارضة، وهذا يزعج الحكومات بالطبع" يقول الأمين العام لمركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب محمد صفا، الذي شنت الصحافة التابعة للسلطة في البحرين حملة ضده نتيجة تبني المركز للجمعيات البحرينية الناشطة في مجال حقوق الإنسان، وخصوصاً في مؤتمرات حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف.

اليوم الأخير من فعاليات المؤتمر العالمي لمناهضة العزل، كان جنوبياً أمس. بدايته صباحاً باعتصام تضامني مع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، في ساحة الشهداء في صيدا حيث تجمع المشاركون أمام النصب التذكاري لتحرير صيدا، وألقى صفا كلمة حيا فيها نضالات الأسرى. الباصات كانت بانتظارهم لتقلّهم إلى معتقل الخيام، حيث كان في استقبالهم عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض الذي رحب بالمناضلين من الجنسيات المختلفة. وفي قاعة المعتقل، التقى المشاركون مع أسرى محررين. ختام اليوم كان في موقع مليتا الجهادي.

يمكنكم متابعة بسام القنطار عبر | http://about.me/bassam.kantar