تتقن شبكة mbc فنّ تصنيع النجوم بسرعة قياسية، لكن سرعان ما يخفت بريق هؤلاء بمجرّد انتهاء البرامج، رغم أنّ القائمين على الشبكة السعودية يخضعون دوماً لدورات تدرييبة تسبق عملية «تعريب» البرنامج الأجنبية بهدف الإحاطة بتفاصيلها الكاملة وإنجاز نسخة عربية تُقارب النسخة الأصلية حِرَفياً وتقنياً. هذا الأمر خوّل القناة شراء حقوق الموسم الثالث من برنامج «إكس فاكتور» (الأخبار 13/11/2014) بعدما عُرض منه موسمان على قنوات أخرى من دون أن يحققا النجاح المطلوب.
تعتبر mbc أنّها أنجزت مهمّتها بانتهاء الحلقة الأخيرة من البرنامج، وتحقيق ضربة على الصعيدين الجماهيري والتجاري، لم يعد لها أيّ علاقة بمستقبل الشباب الذين أوهمتهم أنهم صاروا نجوماً. فمهمتها بعد انتهاء العروض المباشرة تقف عند تأمين إنتاج ألبومات لبعض المشتركين. بعدها، يُترك هؤلاء وحدههم في مواجهة مصائرهم، الأمر الذي يثير استياء بعض المتابعين. على سبيل المثال، سارع أحد الصحافيين السوريين عشية فوز مواطنه حازم شريف بلقب «محبوب العرب 4» إلى نشر صورة المغنية المصرية كارمن سليمان التي فازت في الموسم الأول، سائلاً: «من تكون هذه المغنية؟»، من دون الإشارة إلى اسمها. عجز أصدقاؤه على السوشال ميديا عن معرفتها، ليصل الصحافي إلى نتيجة تُفيد بأنّ برامج المواهب تستقطب نجوماً في لجان التحكيم وتدفع لهم أموالاً طائلة ليغدقوا على المشتركين الكثير من عبارات المديح والثناء. كما تساهم اللجنة في تصنيع نجوم يتلاشى بريقهم مع انتهاء البرنامج، وقد ثبت ذلك عندما تذرّع المغنون الشباب بأنّ الحظّ لم يحالفهم لاختيار أعمال ناجحة.
هكذا، لم يعد أحد يتذكّر كارمن سليمان، بينما تراجع الحضور الإعلامي لفرقة «سما» السورية بعد حصدها لقب «للعرب مواهب» في الموسم الثالث. على المنوال نفسه، لا يذكر أحد عمرو قطامش، ولا فريق «خواطر الظلام»، وهما الفائزان بالموسمين الأول والثاني من البرنامج نفسه، فيما غاب حضورهما في وسائل الإعلام كلياً. لم ينجح مراد بوريقي أيضاً في تسجيل حضور يوازي شهرة برنامج «ذا فويس» (أحلى صوت) الذي نال أوّل ألقابه بالنسخة العربية. وكان متوقعاً غياب المغني المغربي محمد ريفي عن الساحة الفنية والإعلامية على اعتبار أنّ برنامج «أكس فاكتور 2» لم يحقّق الصدى المطلوب.
كما توقفت موجة التغطيات الإعلامية لحازم شريف بعد مرور أيام على فوزه، لينطفئ نجمه بعدها حتى إشعار آخر! قد يكون كل ذلك متوقعاً، لكن ما يُفاجئ الجمهور هنا أن تصبح المشاركة في هذه البرامج مجرّد جواز مرور للعمل في المطاعم والملاهي الليلية، وحفلات الافتتاح التجارية لمطاعم ومحال ومجمّعات، مع الحرص على ذكر اسم البرنامج الذي شارك فيه المغنّي على الإعلانات الطرقية الترويجية لتلك الأحداث.
على سبيل المثال، تعمل المغربية رجاء قصابني الرابحة في الموسم الأول من «إكس فاكتور» (2006) اليوم في مجموعة مطاعم وملاهي ليلية لبنانية. وهذا ما يفعله أيضاً العراقي كرّار صلاح مشترك «أحلى صوت»، ويتفرّغ زميله في البرنامج السوري غازي خطاب للغناء في أحد مطاعم أبو ظبي. ولا يتوانى القائمون على المكان عن التعريف عنه بأنّه نجم «ذا فويس». وفي السياق نفسه، استعانت أخيراً سلسلة مطاعم في دبي بمجموعة نجوم وإعلاميين على رأسهم العراقي ستّار سعد الرابح في «ذا فويس 2»، للمساهمة في إشهار انطلاقة دفعة جديدة من مطاعمها.