مع استمرار الولايات المتّحدة الأميركية بتقديم الأسلحة للجيش اللبناني، تتضح أكثر معالم «الرعاية» الجديدة التي يتكفّل الأميركيون بها، بالتكافل والتضامن مع البريطانيين. إذ تشير المعلومات إلى أن اتفاقاً أميركياً ــ بريطانياً يقضي بـ«الاهتمام» بالجيش، على أن يتكفل البريطانيون بالشق اللوجستي.
ويتابع البريطانيون ما بدأوا بعمله قبل عام تقريباً، من أعمال بناء لما بين 13 و20 برجاً للمراقبة، مزوّدة برادارات وأجهزة مراقبة على طول الحدود اللبنانية ــ السورية، بدءاً من القليعات وصولاً إلى عرسال، من دون العمل في المناطق التي تنتشر فيها المقاومة. وقد نشر البريطانيون أجهزة رصد وكاميرات ورادارات تسمح بتغطية مناطق جغرافية واسعة، تدار من غرفة عمليات تابعة للجيش.
لا ضغوط على المؤسسة العسكرية بسبب التنسيق
مع حزب الله


وفي المعلومات، أن الأميركيين لا تعجبهم الصفقة السعودية ــــ الفرنسية لتسليح الجيش، وهم يضغطون في اتجاهين: الأول هو الدفع باتجاه أن يتمّ توزيع هبة المليار دولار السعودية التي فُوّض إلى الرئيس سعد الحريري الإشراف على صرفها، على شكل موازنات للأجهزة الأمنية والقوى المسلحة، لتقوم الأجهزة بشراء حاجاتها وتسهيل أعمالها من دون صفقات كبيرة. والاتجاه الثاني هو تسريع برنامج الدعم الأميركي المفتوح للجيش، بقيمة 600 مليون دولار من أصل المليار.
ويشير مرجع عسكري بارز في الجيش لـ«الأخبار» إلى أن «الأميركيين يقومون بعملية تزويد مفتوحة للجيش تشمل ذخائر وأعتدة وتدريب، ومدّ معلوماتي واستخباراتي. وعملياً، هذا الدعم يساعدنا كثيراً، ولولاه لكانت لدينا مشكلة، تحديداً في الذخيرة، في أكثر من منطقة، بينها عرسال، بالإضافة إلى معدات سبق أن أخرجناها من الخدمة بسبب عدم توافر قطع غيار لها». ويضيف المصدر: «لولا الدعم الأميركي، لكنّا مضطرين إلى قبول الهبات الروسية والإيرانية، التي كانت ستسبب لنا مشكلة داخلية مع فريق 14 آذار، ومشكلة خارجية مع الأميركيين والأوروبيين. جزء من الضخّ الأميركي، هو لجعلنا نتجنّب الذهاب إلى خيار الروس والإيرانيين».
وأكّد المرجع أن «الصفقة الفرنسية ــــ السعودية فاشلة، لأن القيمة الفعلية للمعدات المعروضة لا تتجاوز 600 مليون دولار، ولا نعرف أين ذهبت الـ 3 مليارات الباقية. كذلك إن الأسلحة لا قيمة استراتيجية لها، وليست من النوع الذي يمكن أن يحدث تغييرات جديّة على مستوى الميدان في قتال المجموعات الإرهابية المسلحة».
وبناءً عليه، يقول المصدر إن «قرار قيادة الجيش هو عدم الدخول في أي إشكال مع الأميركيين، وعدم الرهان على شيء استثنائي من فرنسا». والجديد، بحسب المصدر، هو أن «بريطانيا عرضت برامج تدريب مختلفة وجاهزة فوراً، وقد بدأت الدورات بالفعل». وتابع قائلاً إن «الأميركيين والبريطانيين يعطون معلومات استخبارية مهمة لاستخبارات الجيش تفيدنا في مكافحة الإرهاب».
غير أن الجديد الآخر، ودائماً بحسب المصدر، هو أن «الجيش لا يشعر بضغوط غير عادية من الغرب بسبب علاقة التنسيق مع حزب الله».
(الأخبار)