تسعى شركات تكنولوجيا الاتصالات إلى المساهمة في تغيير واقع قطاع النقل البحري عبر تقديم تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات السحابية لقطاع الملاحة، وذلك من خلال باقة حلول شاملة ومتكاملة تجمع ما بين أحدث التقنيات السحابية والتطبيقات على مستوى قطاع الملاحة ونظم توفير الخدمات وإدارة الاتصال والاستشارات ومكاملة النظم.
ولا يزال تحديث بيانات العمليات يجرى يدوياً حالياً في السفن، بما في ذلك معلومات حركة الملاحة والبضائع والموانئ والطقس والأمان، والتي يتم إرسالها من نقطة إلى نقطة بدلاً من توفيرها لجميع الأطراف في وقت واحد عن طريق الشبكة. وهذه العملية تستغرق وقتاً طويلاً، في حين يضاعف عدم الوصول إلى البيانات بشكل آني نسبة الخطأ بشكل كبير.

سحابة إريكسون

آخر هذه التكنولوجيا تعرف بسحابة إريكسون لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات البحرية التي تقوم على ربط السفن في عرض البحر مباشرة بغرف العمليات على البر وموفري خدمات الصيانة ومراكز دعم العملاء، والشركاء في مجال الأساطيل والنقل وعمليات الموانئ والسلطات الملاحية. كذلك توفر هذه السحابة خدمات إدارة الأساطيل ومراقبة المحركات واستهلاك الوقود والإشراف على الطرق والملاحة وضمان راحة ورفاهية أفراد الطاقم. وتوفر هذه السحابة كل ما يلزم من ربط عبر الأقمار الصناعية لدعم التطبيقات ضمن إطار حزمة واحدة متكاملة، وإدارة عمليات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات السحابية البحرية بالنيابة عن عملائها.
وقد استعرضت الشركة سحابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات البحرية خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية، الذي أقيمت فعالياته في مدينة لاس فيغاس الاميركية خلال الفترة ما بين 6 و9 كانون الثاني الماضي.
توفر التكنولوجيا خدمات
تضمن تعزيز الرحلات الملاحية ونظم مراقبة البضائع ورفاهية الطاقم

تمتلك السفن الموجودة في عرض البحر أنظمة تتيح لها مراقبة الوظائف الحيوية ومعدلات استهلاك الوقود وتحديد المسار الأمثل والالتزام به وضمان رفاهية طواقمها، ولكنها غير متكاملة بشكل جيد مع أنظمة إدارة الأساطيل في غرف العمليات على البر، وبالتالي لا توفر لها الاستفادة المثلى من الإمكانيات التي يتيحها تحديث البيانات بشكل آني. وتسعى شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الى ربط هذه النظم المختلفة وتمكينها من تبادل المعلومات بأسرع وقت ممكن.

مزايا مهمة

ومن شأن سحابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات البحرية أن تضمن مزايا مهمة في ثلاثة مجالات حيوية؛ ألا وهي زيادة كفاءة الرحلة البحرية، ومراقبة البضائع، ورفاهية الطاقم. ويحظى الوقود باهتمام أي مالك سفينة أكثر من أي أمر آخر، ناهيك عن أنه مصدر رئيسي للانبعاثات الضارة بالبيئة. وضمن هذا الإطار، تساعد سحابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات البحرية قباطنة السفن في زيادة كفاءة رحلاتهم البحرية لتوفير الوقت والوقود والمال، فضلاً عن الحد من الأضرار البيئية، وذلك عن طريق مراقبة عمل المحرك ومتابعة أحدث المعلومات الدقيقة حول الظروف الجوية وحركة الملاحة، سواء في عرض البحر أو في الموانئ البحرية.
من جهة أخرى، بلغت الحمولة القصوى لكبرى السفن 19 ألف حاوية بطول 20 قدم بنهاية عام 2014، حيث تمثل متابعة هذا الحجم من البضائع تحدياً لا نظير له، وهناك الكثير من الفوائد التي يمكن إحرازها عبر تسخير تقنيات الاتصال لاسلكياً مع الحاويات ومراقبتها، وتلقي المعلومات الآنية والمباشرة حول أماكن وجودها والظروف البيئية بسهولة عبر لوحة القيادة المتكاملة.
وفي ضوء التعديلات الجديدة على اتفاقية العمل البحري (2006)، يتوجب على مالكي السفن توفير اتصال الإنترنت عريض النطاق للطاقم وخدمات الترفيه والتدريب والعلاج الطبي عن بعد. وفي هذا الإطار، تتضمن سحابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات البحرية منصة خدمات اتصال متعددة واتصال إنترنت عريض النطاق يضمن تلبية مختلف احتياجات حركة الملاحة. ومن شأن هذا أن يساهم في زيادة مستويات رضا أفراد طاقم العمل ويحد من معدلات تركهم العمل ويعزز مجالات التدريب وتشذيب كفاءاتهم، ويعزز القدرة على التعامل مع الأزمات الصحية التي قد تحدث في عرض البحر عن طريق توفير الاتصال مع فرق طبية متخصصة لتوفير الاستشارات من بعد.

يمكنكم متابعة بسام القنطار عبر | http://about.me/bassam.kantar