المعارك خلف الحدود، وسقوط صاروخ في تلة الجبيلة في خراج بلدة عين كفرزبد مصدره الأراضي السورية، كانا بمثابة إعلان النفير العام عند أهالي قرى كفرزبد ورعيت وقوسايا وتربل، تحسباً من تسلل للمسلحين إلى قراهم. علماً أن أهالي المنطقة بدأوا بـ «إقامة حراسات ليلية دوريا لمساعدة الجيش اللبناني»، بحسب رئيس بلدية عين كفرزبد سامي الساحلي، الذي يؤكد «أن الأمور لا توحي بالخطر، لأن الجيش حاضر للردّ على أي عمل إرهابي، لكن الحذر واجب».
خشية الأهالي والفعاليات الحزبية والسياسية في المنطقة لا تقتصر على الخوف من تسلل المسلحين من الحدود، بل من أن تتحول المخيمات المحيطة ببلدتي كفرزبد والفاعور إلى مصدر توتر.
واضطر ساكنو المخيمات العشوائية إلى البدء بالبحث عن أماكن بديلة في سهل البقاع الغربي والأوسط خلال اليومين الماضيين، بعد قرار من الجيش بإخلاء المخيمات في أسرع وقت ممكن. غير أن مساعيهم تصطدم باعتراضات من الأهالي في السهل، تمنعهم من إنشاء مخيمات دون رقابة، أو من دون أن تكون هذه المخيمات تحت إشراف الدولة.
ويقول سميح، الذي يقطن في مخيم على مفرق كفرزبد قرب حاجز للجيش: «إنه مخيم البؤس، أبلغونا الإخلاء قبل قدوم العاصفة، ولأن الطقس بارد مددوا لنا المهلة على أن تكون خلال نهاية الشهر الجاري». وأوضح أن «شاويش المخيم ومسؤولي المخيمات الأخرى وجدوا قطعة أرض في سهل البقاع الغربي، على أن تُضمن من صاحبها الأساسي، لتأجيرها للنازحين بـ 60 ألف ليرة في الشهر مقابل مساحة كل خيمة، إلا أن الأزمة اعتراض أصحاب الأراضي المجاورة»، ما منعهم من الانتقال إليها. من جهته، يأمل عامر الحمصي أن تتوقف المعاناة والتهجير ليعود إلى بلاده، «مو قاعدين بطيبنا، وين نهرب من الموت، بيوت ما بقى عنا وبلادنا ما فينا نرجعلها». ويضيف: «القرار ناتج عن اتهامنا بالداعشية، هذا اتهام ظالم». بدورها، تقول نزيهة، الأرملة التي «شطبتها» الأمم المتحدة وأولادها من لوائح المساعدات ولا تقدر على استئجار منزل، «الشكوى لغير الله مذلة، الله لا يوفق داعش، خلّتنا إرهابيين بفقرنا وتشردنا».