على الرغم من كلّ ما يتردّد عن خروج المطلوب شادي المولوي من مخيّم عين الحلوة في صيدا وتوجّهه إلى جرود عرسال، يثير تضارب المعلومات الشكّ في الرواية «شبه الرسمية» عن مكان المولوي ووجهته. إذ فيما تجزم قيادات حركة فتح وعصبة الأنصار بأن المطلوب الفارّ بات خارج المخيّم منذ أيام، وتتقاطع المصادر الفلسطينية بذلك مع تأكيدات وزير الداخلية نهاد المشنوق وفرع المعلومات بأن المولوي غادر المخيّم بالفعل، تمتنع مصادر الجيش عن تأكيد مكان وجوده، أو الجزم بخروجه من عين الحلوة.
معلومات «الأخبار» تؤكد أن «المولوي لا يزال في عين الحلوة، وهناك شبه اتفاق على القول إنه خرج من المخيّم»، وذلك عملاً بالصفقة القديمة ــ الجديدة معه، التي تقضي بإعلان خروجه، مقابل تواريه الكلّي عن الأنظار داخل المخيّم والتوقّف عن النشاط الأمني، بعد تعذّر الحلّ الآخر بخروج آمن ومضمون بعدم تعقّبه. وتبدو الصيغة التي تناسب المولوي ولا تُحرج الفصائل الفلسطينية أمام الدولة، هي بإشاعة معلومات عن خروجه، ثمّ تواريه عن الأنظار لفترة معيّنة، ومن ثمّ الخروج بعد فترة حين تخفّ الإجراءات الأمنية للجيش، حتى لا يتعرّض للاعتقال الآن في ظلّ التشديد الأمني وإمكانية تعقّبه العالية الآن. علماً بأن المعلومات تفيد بأنه كان يسعى منذ فترة إلى الخروج من المخيّم، وحتى قبل اكتشاف تورّطه في تفجيري جبل محسن، لكنّه لم يستطع ذلك بسبب ضغط إجراءات الجيش. وعلمت «الأخبار» أنه جرى التوافق مع المولوي على تصوير فيديو خلال اليومين المقبلين على أطراف المخيّم في خلفيّة تظهره وكأنه في مكانٍ ما خارج المخيّم.
وفي السياق الأمني، أوقفت استخبارات الجيش «شخصين من التابعية السورية بعد عملية دهم لغرفة في منطقة كرم التين في زغرتا، وضبطت داخل الغرفة عبوة معدة للتفجير، بالإضافة إلى أربع قذائف هاون وصاروخ 83 ملم، وثلاث رمانات يدوية، إضافة إلى كمية من الذخائر المختلفة».
حوار عين التينة:
اتفاق على إجراءات إعلامية وتخفيف المظاهر الحزبية


وفي البقاع الشمالي، قصف الجيش ظهر أمس بقعاً في جرود عرسال ووادي رافق لاشتباهه بتحركات للمسلحين. ومساءً، ضُبط في خراج بلدة مجدل زون في صور، صاروخ غير معد للإطلاق، موجه نحو فلسطين المحتلة. كذلك أطلق جيش العدوّ الإسرائيلي قنابل مضيئة فوق البحر مقابل الناقورة والبياضة، خوفاً من عمليات تسلّل.

حوار من دون قرارات

من جهة أخرى، انعقدت الجلسة الرابعة من جلسات الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل في عين التينة بحضور المساعد السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله عن حزب الله، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن المستقبل والوزير علي حسن خليل. وتابع المتحاورون النقاش في مسألة تخفيف الاحتقان المذهبي وما يساعد على إشاعة أجواء من الارتياح في البلد. وأشارت المصادر إلى أن المجتمعين تطرّقوا إلى الوضع الأمني بشكلٍ عام، خصوصاً هجوم «داعش» على مواقع للجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك ومسألة مخيّم عين الحلوة. واتفق المجتمعون في إطار عام على سلسلة إجراءات لها علاقة بإعلام الطرفين، بالإضافة إلى تخفيف المظاهر الحزبية في المناطق ذات الحساسية التي تحصل فيها احتكاكات في بيروت وخارجها. وأشارت المصادر إلى أن «أجواء الجلسة كانت إيجابية كالعادة منذ بدء الحوار، والبحث كان عاماً حول عدّة نقاط، لكن من دون قرارات».
وبعد الجلسة، صدر بيان مقتضب عن المجتمعين، أشار إلى أنهم «ثمّنوا التطور الإيجابي للحوار وما نجم عنه من أثر لدى الرأي العام، واتفقوا على بعض الخطوات العملية التي تعزز مناخ الاستقرار، كذلك أكدوا الموقف الثابت بدعم الجيش والقوى الأمنية بكل الوسائل في مواجهة الإرهاب وحماية لبنان».