البقاع | كشفت "زينة" عن هشاشة البنية التحتية في معظم المناطق البقاعية. أقنية المياه عجزت عن استيعاب ذوبان الثلوج بسبب تراكم الأوساخ فيها، الأمر الذي ينذر بكوارث الفيضانات في حال تساقط الأمطار بغزارة في المرة المقبلة.
وكانت فرق مركز جرف الثلوج في ضهر البيدر قد عملت على جرف الثلوج منذ الساعة الرابعة فجراً، بغية فتح الطريق أمام العابرين. وعند التاسعة والنصف صباحاً، فتح حاجز قب الياس التابع لقوى الأمن الداخلي طريق ضهر البيدر أمام السيارات المجهزة بسلاسل معدنية وذات الدفع الرباعي، ليتوقف السير عند الساعة الثانية عشرة، نتيجة ازدحام هائل في ضهر البيدر.
استطاعت "زينة" أن تبقي البقاعيين داخل منازلهم، نتيجة غياب جرافات البلديات عن فتح الطرقات الفرعية والداخلية. ورغم محاولات الأهالي وبعض البلديات لفتح الطرقات، إلا أن بلدات في عين عطا في راشيا وعيحا وينطا بقيت محاصرة بسبب سماكة الثلوج. كذلك هي الحال في قرى البقاع الأوسط المرتفعة. ففي بلدة بوارج التي ترتفع عن سطح البحر نحو 1350 متراً، بقيت معزولة عن بقية القرى البقاعية، وهي حال بلدتي حزرتا وتويتي.
وارتفعت أصوات البقاعيين جراء شح المحروقات في معظم المحطات البقاعية. وقال بعض أصحاب هذه المحطات إن الأسباب تعود الى الانخفاض التدريجي في الأسعار، ما جعل هذه المحطات تعتمد سياسة التقنين في التزود بالمحروقات خشية الوقوع في الخسائر.
يُذكر أن العشرات من الأشجار سقطت على جانبي الطرقات الرئيسية والدولية بسبب سرعة الرياح المرافقة لتساقط الثلوج. كذلك هوى سقف محطة للوقود في كسارة. وأشارت الأرصاد الجوية في مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية الى أن الصقيع مستمر لغاية 11 من الشهر الجاري، حيث تتدنى درجات الحرارة الى 10 تحت الصفر. وتوقعت احتمال تجدد العاصفة يومي السبت والأحد مع ثلوج على الـ 600 متر، محذرة من تشكل الجليد في المناطق الجبلية وفي البقاع تحديداً. أما بالنسبة إلى النازحين السوريين، فقد أدت العاصفة الى سقوط خيم للنازحين فوق رؤوسهم في مخيمات قب الياس وبر الياس، في ظل غياب الجمعيات الإنسانية والدولية المعنية بإغاثة النازحين، حيث تفتقر خيمهم الى أبسط المكونات.