انطلقت «نوى» بهدف إعطاء مساحة للموسيقيين الراغبين في تطوير اللغة الموسيقية المستقلة. هكذا، جاء إطلاق ألبوم موريس لوقا «بنحيي البغبغان» أول عمل تصدره الشركة ويضمّ 8 مقطوعات. بعد سماع الألبوم، لا يعرف المرء في أية خانة ينصفه. موسيقى لوقا تعبير حرّ عما يشعر به، جاءت نتيجتها على شكل تناقضات إيقاعية ولحنية متماسكة. الموسيقى المصرية الشعبية نقطة انطلاق اعتمد عليها ليبحر في عوالم متباعدة ومتقاربة. يبدأ معظم المقطوعات بإيقاعات شرقية. تدريجياً، نسمع اللحن الذي يتخذ مساراً تصاعدياً كصوت آت من بعيد، فتمتزج تلك الأصوات وتدخلنا في دورانها.
قبل انطلاقه في عالم التأليف والموسيقى، تلقّى لوقا المولود والمقيم في القاهرة، دروساً في العزف على الغيتار كما كوّن الفرق، وكان يملك رغبة في التوسع. بدأ بطريقة تقليدية، أي بالكلاسيكي، لينتقل الى الإلكتروني. مع الوقت، قرر الانطلاق منفرداً مع صديق العمر محمود الوالي. كان «جراية» (2011) أول ألبوم منفرد له، فحصد آراء نقدية إيجابية. سجّل لوقا ألبوم «بنحيي البغبغان» في كانون الأول (ديسمبر) 2012، وفي هذا الصدد، شرح في اتصال مع «الأخبار»: «سجّلت الألبوم السابق كلّه بنفسي في المنزل. وعلمت أنني لا أريد أن أكرر التجربة في ألبومي الجديد. حتى لو أنه عمل منفرد، كنت بحاجة الى ناس يعملون معي عليه، وأردت أن أعتمد على موسيقيين معي أكثر منه على أجهزة. كنت أملك الامكانات المادية في تلك المرحلة، إضافة الى الخبرة والوقت. بتّ محاطاً بأصدقاء موسيقيين أكثر. سجّلت في الاستديو بدءاً مع من يعرفون بالـsession musicians،
تبدأ المقطوعات بإيقاعات
شرقية

أي موسيقيون يسّجلون ما يريده المؤلف بالتحديد. أنا أعطي دائماً مساحة لأي موسيقي أعمل معه ليضع شيئاً من نفسه.
لكن كنت أملك فكرة واضحة عما أريده، وتوجّهت الى شبرا وسجّلت هناك. طلبت من مهندس صوت اسمه باسم شاهين أن يستمع الى عملي واقترح عليّ موسيقيين. هكذا بدأت أول مرحلة من العمل، ثم لجأت أكثر الى موسيقيين وأصدقاء أحبّ عملهم أمثال تامر أبو غزالة وخالد ياسين ومحمود والي وغيرهم... في الوقت نفسه، كنت أسجلّ ألبوماً حيّاً.
في السنة الماضية، كنت أقدّم الكثير من العروض مباشرة على المسرح وأقوم بالتجارب وأسجّلها، وبالطبع كلّ من التسجيلين حصل بطريقة مختلفة. هناك أمور كثيرة يمكن تجريبها على المسرح». أصعب سؤال يطرح على الموسيقي هو تحديد موسيقاه والتأثيرات التي تطبعها، إذ إنه لطالما اعتبر الأمر أشبه بمعضلة. «هناك تأثيرات كثيرة» يقول قبل أن يضيف «لا أحبّ أن أملي شيئاً على المستمع، بل أنتظر دائماً ما يشعر به». أما التأثيرات الواضحة في هذا العمل، فهي من دون شك الموسيقى الشعبية المصرية، والسايكاديليك إضافة الى الروك والفانك. فكرة التصعيد في المقطوعات عمل عليها لوقا مطولاً مع خيام اللامي. أكثر من نصف الألبوم يبدأ بهذه الطريقة. وهو من ناحية أخرى، ألبوم إيقاعي جداً.
الألبوم الذي صممت غلافه الفنانة البصرية مها مأمون، متوافر على «سي دي»، وعلى اسطوانة فينيل أسود، وفي إصدار محدود من الفينيل الأخضر، وكذلك عن طريق التحميل الرقمي. ويمكن طلبه عبر موقع Nawarecordings.