يقول: ثم فجأة الكل يتعب/ ثم إن الجيش هيقتل/ ثم إحنا حمارنا يغلب/ ثم جيم الدومينو يقفل/ ثم مصر عاوزة زقّة/ ثم ناس ما تقولش لأه/ يركبوا ع الثورة تاني/ ثم نخسر.. ثم نكسب». الثورة حاضرة في كل ركن من أركان «المانيفستو» والقصائد تُختم برائحة الغاز المسيل للدموع والهراوات.
استقر مصطفى إبراهيم على هيراركية المانيفستو؛ أن يضع بياناً وميثاقاً شعبياً مقسماً على أحرف الديوان بشكل شعري، بعدما أفاد من نصيحة صديقه الشاعر أحمد العايدي. لكن الملاحظة الأبرز أن هناك اهتماماً خاصاً بالغائب/ الجزء المنقوص من الصورة الكاملة.
وروده في قائمة أهم قصائدفي قصيدته «فلان الفلاني» يقول: «فلان الفلاني اللي كان يومها جنبي/ ساعة لما بدأوا في ضرب الرصاص/ فلان الفلاني اللي معرفش اسمه/ ف دايما بقول يابن عمي وخلاص/ فلان اللي سابلي بقية ساندويتشه/ ليلة لما شافني بغنّي وجعان/ فلان اللي مش فاكرَة غير شكل وشه/ فلان اللي عداكي جوه الميدان/ فلان اللي فتشني بالإبتسامه/ فلان اللي قال هو فعلاً هيمشي؟»
شعر الحروب في القرن الأخير
هذه القصائد تشكل في نسيجها ما يمكن أن يُطلق عليه الهم الثوري؛ فالثورة كانت مثقلة بالأحلام والأوجاع التي ظلت رهينة لذات الشاعر، وأثرّت عليه في مجريات حياته اليومية. حالة من التوحد لا يمكن الافتكاك منها بسهولة، وخصوصاً إذا نمت لديه قشة التعلّق بالشعر في لحظات القمع والعنف. من هنا يصبح الشعر طوق نجاة.
ليس غريباً أن يختار القائمون على دار Bloodaxe الإنكليزية قصيدة «المانيفستو»، لضمّها إلى قائمة أهم قصائد شعر الحروب في الأعوام المئة الأخيرة، ضمن كتاب The Hundred Year›s War بعدما ترجمتها ناريمان يوسف إلى الإنكليزية. علماً أنّ الكتاب يضم أشعاراً كُتبت منذ الحرب العالمية الأولى؛ مروراً بحرب الاستقلال في إيرلندا، والحرب الأهلية في إسبانيا، والحرب العالمية الثانية، وحرب كوريا، والحرب الباردة، وحرب فيتنام، والحرب اليوغسلافية، وحروب الصراع العربي الإسرائيلي، وحرب العراق وأفغانستان وصولاً إلى ثورات الربيع العربي.
«المانيفستو» أحد إفرازات الثورة المصرية بامتياز. نصّ يعبر عن ذاكرة جمعية في لحظة اختارت أن يكون التغير حلاً حاسماً. مشاريع مصطفى إبراهيم لم تتوقف عن كتابة النصّ الشعري. كتب كلمات بعض أغنيات الفرق الموسيقية المصرية مثل «إسكندريلا»، «حكايات»، و»بركة»، ولبعض المغنين الشباب أمثال محمد محسن، مريم صالح، شيرين عبده، ودينا الوديدي.