ريف دمشق | أمّنت الدولة السوريّة خروج عدد من أهالي الغوطة الشرقية عبر معابر فرضت وجودها نتيجة الغضب الشعبي داخل الغوطة من جهة، والطوق العسكري المفروض على مسلحيها. لجان «المصالحة الوطنية» استقبلت نحو 250 شخصاً من دوما وسقبا وكفر بطنا وقرى أخرى في الغوطة، إضافة إلى 47 شخصاً من الزبداني ومضايا، في دار إيواء مؤقت في ضاحية قدسيا في ريف دمشق. وتعمل «لجان المصالحة» على إخراج الموطنين العالقين في مدينة دوما، تحت وطأة الحرب والاستغلال والسرقة والابتزاز.
الدولة عملت على فتح معبر مخيم الوافدين لإخراج مواطنيها من «أرض الموت»، وبحسب مصادر اللجان الحكومية، تسعى الدولة من خلال فتح معبري زبدين ودوما، إلى تأمين خروج جميع الراغبين من بلدات وقرى الغوطة الشرقية.
حسام (اسم مستعار) خرج من دوما مع عائلته، متحدّين الموت وحملة السلاح. «كنا عايشين عيشة ذل، كل ما نحاول نطلع يهددونا بسجن التوبة، كانوا الناس يقولو أنه أفظع من سجون بريطانيا، نحنا ما منعرف سجون بريطانيا بس كنا نخاف كتير. هالسجن فيه مئات المخطوفين وكمان مئات المحتجزين من أهالي دوما، وكله باسم تطبيق الشريعة»، يروي بلهجته الدومانية. يتحدث الرجل عن متبرعين «بالغذاء والدواء مجاناً للأهالي إلا أن المسلحين، وعلى رأسهم «جيش الإسلام»، يقومون باحتكار المواد وبيعها بأسعار خيالية. 1 كغ من الأرز يباع بـ3000 آلاف ليرة».
العمل لفتح معبري زبدين ودوما لتأمين خروج الراغبين

مسلح سابق في سقبا خرج أمس بعد «تسوية أوضاعه» يقول: «نحن لجأنا إلى المصالحة لأننا سئمنا الكذب والخداع من الغرب، مللنا من الجوع الذي كاد يفتك بأهلنا وإخوتنا الصغار».
ويؤكد أحد الخارجين أنّ التظاهرات التي خرجت في الأيام الماضية مثّلت عامل ضغط كبير على حملة السلاح. يروي أحدهم أنّه «لم نكن نخرج من المنازل، كنا نخشى السير في الطرقات، لكن عندما سمعت وشاهدت المئات يتظاهرون في الشارع، شعرت بأنني لست الوحيد الذي سئمت ذلك الحال... كنت أريد الخروج منذ زمن طويل، تعرضت لثلاث عمليات نصب، أشخاص مجهولون وعدونا بالخروج من دوما مقابل مبالغ مالية كبيرة ولكن دون جدوى، حالياً خرجت عبر المصالحة الوطنية. بعد خروجي من دار الإيواء سوف أذهب للبحث عن أخي وأختي في دمشق. لم أرهما منذ سنتين. أريد الحياة فقط».
وعن ممارسات «جيش الإسلام» والمجموعات الأخرى، داخل دوما، يتحدث الخارجون عن عمليات إعدام بالرصاص على مرأى الأطفال والعامّة، وما يسبق ذلك من استعراضات في شوارع المدينة. ولفت بعضهم إلى مقايضة البعض حمل السلاح مقابل الطعام!
في دار الإيواء في ضاحية قدسيا تعمل الجهات المعنية على إعادة تأهيل المدنيين، صحياً ونفسياً، حيث تلقى الأطفال، أيضاً، اللقاحات الأولية، لتتابع أوضاعهم بسبب سوء التغذية.