ليست المرة الأولى التي ينظم فيها السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي لقاءات سياسية أو إعلامية خاصة في مقر السفارة، لمناسبة وجود شخصيات سياسية سورية رسمية في لبنان، بعد أن أصبحت بيروت بالنسبة إلى هذه الشخصيات محطة إلزامية للسفر عبر مطارها الى الخارج، ولا سيما موسكو.
الضيف هذه المرة كان رأس الديبلوماسية السورية الوزير وليد المعلم، يرافقه نائبه فيصل المقداد، والمستشارة السياسية والاعلامية للرئيس الاسد بثينة شعبان، ومعاون الوزير المعلم أيمن سوسان، ومستشاره أحمد عرنوس، وهم وصلوا مساء أمس الى بيروت في طريقهم للسفر الى موسكو، في زيارة رسمية سيتخللها لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشخصيات رسمية أخرى.
في اليرزة حيث تقع السفارة السورية، كانت زحمة مواكب لسياسيين لبنانيين، تمت دعوتهم الى عشاء مع الوفد الديبلوماسي الرفيع، وشملت لائحة المدعوين كلاً من: المعاون السياسي للسيد حسن نصرالله الحاج حسين الخليل، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، المعاون السياسي للرئيس بري علي حسن خليل، رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، الوزير الياس بو صعب ممثلاً العماد ميشال عون، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان والامين العام للمجلس الاعلى السوري اللبناني نصري خوري، وقد تغيب الوزير السابق عبد الرحيم مراد لوجوده خارج البلاد.
ساعتان على مائدة عامرة بالمأكولات الدمشقية، أمضاهما الوزير المعلم وفريقه مع الضيوف الذين أكثروا من الحديث في الشؤون اللبنانية الحكومية والنيابية والرئاسية، وصولاً الى قوانين الانتخاب وأحجام الدوائر الانتخابية، حيث استمع الوفد السوري الى زحمة النقاشات اللبنانية باهتمام، من دون إغفال اطمئنان الضيوف على صحة المعلم الذي زار بيروت قبل مدة لمعالجته من انتكاسة صحية.
حول زيارته لموسكو، قال المعلم إنه سيطرح أفكاراً سورية للحل على الجانب الروسي، متجنّباً الخوض في تفاصيلها، كذلك سيستوضح أكثر عن المبادرة الروسية المتعلقة بتنظيم حوار بين الحكومة ومجموعة من المعارضين السوريين، وسيحرص على نقل وجهة نظر الرئيس الاسد لبوتين.
ولا يخفي المعلم عدم تفاؤله بهذه المبادرة، منطلقاً من كون الشخصيات التي تواصلت معها موسكو، ومن بينها أحمد معاذ الخطيب، لا تمون على الارض؛ فالأخير كان إماماً لمسجد في دمشق، ولا يعقل أن يفاوض النظام أي شخصية تطلق على نفسها لقب شخصية معارضة. لكن القراءة السورية للتحرك الروسي تفيد بأنها محاولة لفرض معادلة جديدة قد تساهم من جهة نظر الروس في إحداث تبدل ولو طفيف في المشهد السياسي الدولي.
نقطة أخرى طرحت خلال العشاء، وهي مبادرة الديبلوماسي الايطالي ستيفان دي ميستورا، الذي عيّنه الامين العام للامم المتحدة مبعوثاً خاصاً الى سوريا خلفاً للإبراهيمي منذ العاشر من تموز الماضي. وبحسب ما نقل عن الوزير المعلم، فإن سوريا «لا تمانع هذه المبادرة، ولكن من يمون على أكثر من 19 تنظيماً مسلحاً شرقي حلب؟ وما هي الاهداف الحقيقية لهذه المبادرة في ظل التقدم النوعي الذي حققه الجيش السوري هناك؟ وهل المطلوب تقديم تنازلات مجانية، وخدمة لمن؟»، كلها أسئلة يؤكد الوزير المعلم «أن دمشق واعية لها جيداً، ولن تؤخذ لا بالترهيب ولا بالترغيب الى حيث لا توجد مصلحة لسوريا».
(الأخبار)