مع بداية كل فصل شتاء، تبدأ وزارة الأشغال العامة باستعداداتها لفتح الطرقات الدولية والرئيسية التي تقطعها الثلوج، تجنباً لعزل القرى الجبلية. لكن الوزارة، إذ تركز اهتمامها على الآليات والمعدات اللازمة للقيام بهذه المهمة، تنسى الموظفين والعمال الذين يشغلون هذه الآليات ويواجهون المخاطر في سبيل حفظ سلامة المواطنين وفتح الطرقات، شرايين حياة الوطن.
لم يلمس الموظفون والعمال صدق النية في "تمنيات" الوزراء المتعاقبين بتثبيت العمال، رغم اعترافهم بأن حقوق الأخيرين مهدورة، وأنهم يستحقون التثبيت، إيفاءً بحقهم وضماناً لتقاعدهم وشيخوختهم، وهذا بالضبط ما تهرب منه وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، خلال تفقده مركز ضهر البيدر بنية إعلان الوزارة استعدادها للعواصف الثلجية، علماً أن الاستعداد يُعلن عادة في بداية تشرين الثاني وليس في أواخره، يقول نبيل منذر، أحد عمال المركز، مضيفاً أن "التأخير كلفنا شهر عمل"، فكان يفترض أن يوقّع الوزير قرار بدء العمل في بداية تشرين الثاني، الأمر الذي لم يحصل حتى اليوم!
يوضح عمال مركز جرف الثلوج أنهم طالبوا نواب المنطقة في عدة جولات بتقديم مشروع قانون لتثبيتهم، دون طائل، قائلين إنهم قد يضطرون "آسفين" إلى الإضراب خلال العواصف الثلجية حتى نيلهم حقهم في التثبيت كعمال دائمين، لا موسميين. طالب العمال زعيتر خلال جولته على مركز ضهر البيدر بحصولهم على التأمين على الحياة والتأمين ضد حوادث العمل، قائلين إن زعيتر وعدهم بتلبية مطلبهم هذا.
"أتمنى أن يثبّت (العمال المياومون)، وهذا له أصول قانونية وإجراءات... ولو أن الأمر يعود لي، لعملت على تثبيتهم وفقاً للأصول"، قال زعيتر، محملاً البلديات ووزارة الطاقة مسؤولية حوادث غرق نفق المطار وأوتوستراد بيروت - الشمال، معلنا "الجاهزية الكاملة" لمركز ضهر البيدر لمواجهة العواصف الثلجية، وداعياً "الوزارات المعنية"، وخصوصاً وزارات الداخلية والطاقة والمياه، إلى القيام بواجباتها، لافتاً إلى أن إحدى ورش وزارة الطاقة والمياه في أنطلياس سببت أضراراً على أوتوستراد بيروت، مشيراً إلى أن معظم المشاكل التي ظهرت خلال فترة تساقط الأمطار بغزارة ناتج من التعديات على الأنهار، ومن إحدى المرامل التي تسبب سدّ منافذ المياه.
طلب زعيتر من "الجميع" التعاون لضبط سرقة كابلات كهرباء الإنارة في ضهر البيدر، معلناً أن الوزارة أعادت تلزيم الإنارة لإعادة تأهيلها، وأن المتعهد بدأ العمل. رمى زعيتر مسؤولية تهميش دور المديريات الإقليمية في وزارته وكثرة الشواغر في ملاكها على الوزارات السابقة، ونوّه بإعادة ترميم المركز إثر الانفجار الذي وقع أخيراً عند حاجز القوى الأمنية.