أنهت شركة "ستاتستكس ليبانون" اعداد دراسة لمصلحة حزب القوات اللبنانية حول خيارات الناخبين في المتن الشمالي والجهة السياسية التي يدعمون. وأجريت الدراسة في آب 2014 على عينة من المتنيين أتى توزيعها كالتالي: 54,88% موارنة، %18,50 أرثوذكس، 11,63% أرمن أرثوذكس، 9% كاثوليك و 2,63% أرمن كاثوليك. وفي استطلاع لقوة الأحزاب في المتن، حلّ التيار الوطني الحر في المرتبة الأولى بـ 23353 صوت، تلاه حزب الكتائب (17936)، فالطاشناق (11315) والقوات (8306) والنائب ميشال المر (6500)، فالحزب القومي (3732).
لكن حلول التيار الوطني الحر أول لم ينعكس ايجابا على نوابه الموارنة، اذ تجاوز النائب الكتائبي سامي الجميل منافسه النائب ابراهيم كنعان بنحو 11500 صوت، فيما جرت العادة في الأعوام السابقة أن يحلّ كنعان أول بالفارق نفسه عن خصمه. ونال الجميل 49835 صوت مقابل 38399 للنائب العوني، وحل النائب نبيل نقولا ثالثا (29371) يليه المرشح في لائحة 14 آذار سركيس سركيس (26001) فالمرشح القواتي ادي أبي اللمع (24917)، ثم النائب العوني غير الراغب في الترشح مجددا سليم سلهب (24797). واذا ما افترضنا أن الانتخابات جرت فعلا، فإن المرشحين الموارنة الفائزين بالمقاعد الأربعة هم: الجميل، كنعان، نقولا وسركيس، أي نائبين لقوى 14 آذار مقابل اثنين للتيار الوطني الحر وحلفائه.
ويبدو واضحا أن مرشحي التيار الأرثوذكس أكثر استقطابا للأصوات من زملائهم الموارنة. اذ تخطى النائب غسان مخيبر ووزير التربية الياس بو صعب أرقام النائبين كنعان ونقولا، فحاز الأول 41409 أصوات فيما نال الثاني 38760 صوتاً. وهنا حقق المر، كمرشح فردي غير منتم الى أي حزب، خرقا نوعيا بعدما خطف 34307 أصوات، مقابل 21427 صوتاً لشقيقه غبريال المر و6139 صوتاً لمرشح 14 آذار الياس مخيبر و5176 صوتاً للناشط العوني أنطوان نصرالله. وهكذا يكون التيار الوطني الحر قد تربع على المقعدين الأرثوذكسيين عبر غسان مخيبر والياس بو صعب.
36% مع اللائحة البرتقالية و31% لـ 14 آذار و29% لا أحد


كاثوليكياً، لا يزال النائب ادغار معلوف في مقدمة النواب المفضلين لدى المتنيين رغم اعلانه العزوف عن الترشح مجددا، حاصداً 27566 صوتاً. والمفارقة هنا أن الكتائبي السابق ميشال مكتف حلّ في المرتبة الثانية (11556) علما أنه يترشح بشكل منفرد، فيما تربع مرشح قوى 14 آذار ايلي كرامة في المركز الثالث (6982) والمرشح العوني شارل جزرا رابعاً (4935). وفيما حلّ المرشح العوني الثالث ادي معلوف خامساً بـ 4454 صوتا، تجاهل الاستطلاع بعض الأسماء الأخرى من دون ذكر الأسباب ومن دون الأخذ في الاعتبار أن المرشح البديل عن معلوف لم يعلن حتى الساعة. واذا ما اعتمدت نتائج الدراسة، فإن الفائز بالمقعد الكاثوليكي هو ادغار معلوف ما يعني حكماً ذهاب أصوات المقترعين له الى مرشحين التيار الآخرين المفترضين لأن معلوف أعلن تقاعده النيابي.
يبقى مقعد الأرمن الأرثوذكس حيث لا منافس فعلياً لمرشح الطاشناق النائب أغوب بقرادونيان الذي نال 48872 صوتاً مقابل 9148 لثاني المرشحين عن المقعد نفسه رافي مادايان. والمفاجأة هنا أن بعض ما ورد في الاستطلاع ينسف المعادلة المتنية السابقة ليؤسس أخرى تجعل من الجميل مرشحاً أول على القضاء، يليه بقرادونيان فمخيبر وبو صعب وصولا الى كنعان ونقولا. وتجدر الاشارة الى أن بو صعب، المرشح الجديد على لائحة التيار، لم ينل سوى 16% من اصوات الأرمن الأرثوذكس مقابل نحو 40% لزملائه، ما يعني أن هرمية المرشحين قابلة للتعديل عند اعلان اللوائح الرسمية في الانتخابات النيابية المقبلة حيث يلتزم الطاشناق بالتصويت للائحة التيار كاملة.
في الجزء الثاني من الاستطلاع، تم سؤال العينة عن توجهاتها اذا ما خُيّرت بين لائحتين، فكانت النسب كالآتي: 35,63% للائحة التيار الوطني الحر وحلفائه، و31,25% لـ 14 آذار، و29% لا أحد و4,13% للطاشناق. وبتقسيم هذه النسب على الطوائف: نال التيار الوطني الحر تأييد 32% من الموارنة و34% من الأرثوذكس و49% من الأرمن و44% من الكاثوليك. وصوّت لـ 14 آذار 38% من الموارنة مقابل 33% أرثوذكس، و7,5% أرمن و19% كاثوليك. وتظهر هذه النسب أن أصوات الأرمن والكاثوليك هي التي ترجحّ الفارق لمصلحة النائب ميشال عون، لا نسبة الموارنة.
وفي اجابة على سؤال "من هو السياسي الذي يعبر عن رأيك"، أجاب 26,13% ميشال عون فيما نال سمير جعجع 8,6% يليه أمين الجميل (7,8%) فسامي الجميل (7,13%). وأظهر توزيع النسب على الطوائف أن عون الأول على خصومه في المتن الشمالي مارونيا وأرثوذكسيا وكاثوليكيا ولدى الأرمن بطبيعة الحال.
أما السؤال الأخير، فكان عن الجهة التي يدعمها المتنيون حيث طلب من المستطلعين التصويت لصالح الفريق الذي يميلون اليه بشدة ويدعمون ما يمثله. وحصرت المنافسة في ثلاث خانات: 8 آذار و14 آذار ولا أحد، فنال الأول 35,38% والثاني 27,5% والثالث 25,8%. وتجدر الاشارة هنا أن نسبة التصويت لـ "لا أحد" تعلو في المواسم غير الانتخابية وتعود لتنخفض عند بلوغ المنافسة حدّها الأقصى، أي قبيل موعد اجراء الاستحقاق النيابي.