يبدو أن منصب نقيب الفنانين جاء فضفاضاً على الممثل السوري زهير رمضان، فأفقده جزءاً يسيراً من صوابه وتوّه له رأيه. مرة يستل عصا القمع والتهديد في وجه الفنانين المعارضين ويبشّرهم بالفصل من النقابة (الأخبار 14/11/2014)، ومرة يتوعدهم بأنه سيلعب دور فروع الأمن في مراقبة كل تصريحاتهم لمحاسبتهم في حال أخلّوا بالسلوك العام الذي ترتئيه النقابة. ثم يقرر أن يزوّر التاريخ ويسيء لكاتب أسهم في صناعة أهم الأعمال السورية. أمس، أطل النقيب على قناة «تلاقي» خلال محاولتها دخول موسوعة «غينيس» في أطول فترة بث مباشر تصل إلى 70 ساعة. وبغض النظر عن استحالة متابعة المشاهد السوري لساعات البث بسبب الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، وغياب أي جديد في حديث رمضان، إلا أن نقطة واحدة لفتت الانتباه في هذا الحوار عندما عاد نجم «رسائل شفهية» بالزمن إلى وقت تصوير مسلسل «ضيعة ضايعة» (لممدوح حمادة والليث حجو). أخبر جمهوره أنه «كانت تصلهم أحياناً عشر صفحات أو خمس صفحات فقط من الحلقات، وهذا لا يصنع حلقة تلفزيونية، فكنا نضطر للارتجال مع بقية الفنانين كوننا أبناء البيئة، إضافة إلى الهرموني والتناغم الموجود بين فريق عملنا، مما خلق نتائج إيجابية». طبعاً «الشطحة» مرت على غفلة من تركيز النقيب لأنه لم ينتبه إلى أن الكاتب ممدوح حمادة أصدر منذ فترة مجموعة قصصية بعنوان «إم الطنافس» جمع فيها قصص مسلسليه «ضيعة ضايعة» و«الخربة». وقد أعاد كتابتها بطريقة مختلفة عن الشكل التلفزيوني وبأسلوب بتناسب مع النوع الأدبي الذي اختاره. وسرعان ما رد حمادة في حديثه مع «الأخبار» بالقول: «رغم أن الموضوع لا يستحق الوقوف مطولاً، لكن ما قاله هو كذب يرمي إلى تهميش جهود الآخرين، لأنّ هناك نصاً مكتوباً يدحض ما أدلى به، وهناك مخرج تحدث عن هذا الموضوع اكثر من مرة، وكانت تتكرر شكاواه بأنّ الأحداث فائضة عن الوقت المخصص للحلقة. وهناك منطق يقول بأنه لا يوجد شركة إنتاج في العالم تقبل أن تدفع ثمن نص لا تستلم حلقاته وفق الاتفاق، إضافة إلى أنّ العمل مترابط لا يمكن الاجتهاد فيه إلا بتفاصيل بسيطة مثل «يبريني عن ديني» التي كان يقولها رمضان وهي من اجتهاده».يبدو أن أمام زهير رمضان خيارين لا ثالث لهما: فإما أن يعيد تقييم إطلالاته الأخيرة ويبدأ من الآن فصاعداً بانتقاء عباراته بروية وهدوء شديدين، ليبتعد عن استفزاز الآخرين وتغييب جهودهم وإقصائهم، أو أن يتوقف نهائياً عن الظهور الإعلامي!