القاهرة | خالفت لجنة تحكيم مهرجان "القاهرة السينمائي الدولي" التوقعات مرتين أول من أمس، إذ ردّت بطريقة عملية على تساؤلات إنطلقت حول إمكانية حرمان ثلاثة أفلام شارك فيها خالد أبو النجا في فعاليات المهرجان من الجوائز بسبب تصريحاته المعارضة للرئيس عبد الفتاح السيسي. لكن أبو النجا حصل على جائزة "أفضل ممثل" عن فيلم "عيون الحرامية" (سيناريو وإخراج الفلسطينية نجوى نجار) وسط تسريبات عن إعتراض الممثلة يسرا رئيسة لجنة تحكيم المسابقة الدولية بسبب إنحيازها للنظام القائم، بينما باقي أعضاء اللجنة إنحازوا إلى الأداء المهني.
المخالفة الثانية للتوقعات جاءت بفوز الفيلم الإيراني "ملبورن" بجائزة "الهرم الذهبي" (إخراج نيما جاويدي) وهي أرفع جوائز المهرجان. وأكّد جابر عصفور وزير الثقافة في كلمته أن "العلاقات بين الشعوب أبقى، وأن الفنّ هو وسيلة الوصل التي لا يجب أن تنقطع بسبب الأزمات السياسة". كما وجّه تحية إلى نيما جاويدي الذي لم ينجح في المرور إلى القاهرة بسبب الأزمة السياسية بين البلدين فيما نال فيلمه "ميلبورن" جائزة أحسن فيلم. عصفور فاجأ الجميع لإعتزازه بالدورة السادسة والثلاثين، وإقامتها وسط ظروف صعبة، وإعتذر عن الأخطاء التي وقعت فيها الإدارة وتعهّد بتلافيها مسبقاً، وهو ما قوبل بترحيب من كثيرين. إدارة المهرجان ومركزها الصحافي عاشا إنقساماً غير مسبوق في آراء الإعلاميين حول الأداء في هذه الدورة، وسط عزوف بعض المحرّرين السينمائيين عن متابعة الحدث بسبب ما نشروه من سلبيات عنه في أيامه الأولى وردّة الفعل غير المرحّبة بأيّ نقد.
على المنوال نفسه، واجه الحدث إشادات بعدد من الأفلام المعروضة، وإنتقادات لتمرير أفلام دون المستوى، وكذلك سوء التنظيم، بجانب الإستعانة بنقّاد وصحافيين لضمان تقليل حدّة الانتقادات وتدشين منصّات دفاع وقت اللزوم. ورصدت "الأخبار" من خلال التواجد في كواليس المهرجان أهم مناطق الضعف في الدورة الأخيرة التي حظيت بمساندة غير مسبوقة من الوسط الفني والصحافي في مصر لأهمية إقامتها وكان الخلاف دائماً على التفاصيل. من بين السلبيات عدم إقامة عرض ثالث للأفلام المطلوبة مثل "القط" لعمرو واكد والمخرج إبراهيم البطوط، وهو ما تكرّر مع الفيلم الأردني "ذيب" والفيلم المصري "ديكور"، الأمر الذي حرم المهرجان من دخل إضافي كان يمكن أن يتحقّق بسبب الإقبال الجماهيري. كذلك منع الجمهور العادي من حضور أفلام بعينها بحجة أنها غير مترجمة إلى العربية رغم وجود مقاعدة شاغرة داخل دار العرض. ولم يحضر أيّ نجوم حفلة الإختتام بما في ذلك الإعلامية بوسي شلبي (قناة "النهار") بعدما حمّلها رئيس المهرجان مسؤولية ما جرى على السجادة الحمراء في الافتتاح. وهو نفس الأسلوب الذي سارت عليه معظم إدارات المهرجان من تحميل الآخرين أخطاء التنظيم.