القاهرة | لا يملك المغني المصري حمزة نمرة رصيداً كبيراً من الأعمال الفنية، ولا تبثّ الإذاعات المصرية، حكومية وخاصة، أغنياته بشكل منتظم، وخصوصاً أنه بعيد عن الأضواء بعد انحيازه لنظام الرئيس المعزول محمد مرسي ضد ما جرى في «30 يونيو». لكن عبد الرحمن رشاد رئيس «الإذاعة المصرية» التي يُفترض أنّها ملك للشعب من دون توجه سياسي معين، أصدر قراراً رسمياً نشرته وكالة «الأناضول» يقضي بعدم بث أغنيات نمرة في المحطات التابعة للإذاعة وما أكثرها.
وقال «رشاد» لـ»الأناضول» (وكالة الأنباء الرسمية في تركيا) «من يُعارض النظام الحاكم يُعارض بالتبعية إعلام الدولة الرسمي، بل جموع الشعب المصري، لأن هذا النظام هو الذي يحارب الإرهاب حالياً نيابة عن المصريين». وتابع «الشعب هو الذي خرج في ثورة الثلاثين من يونيو التي لا يعترف بها نمرة، ويقدّم أعمالاً فنية تترحّم على «ثورة 25 يناير» 2011 التي يراها انتهت في الثلاثين من يونيو 2013، لأنها أدّت إلى انقلاب عسكري لا إلى ثورة». ورفض رشاد الاتهامات التي توجّه إلى الإعلام الحكومي بسبب تبنّيه وجهات نظر النظام الحاكم ومنع من يخالفه الرأي، وقال «النظام الحاكم هو الذي يُحارب الإرهاب نيابة عن الشعب، ويجب أن نصطف في خندق الوحدة والتآلف الذي يحاول النظام فرضه حالياً،
قرر رئيس الإذاعة المصرية منع أغنياته لأنّه معارض للنظام


وألا نقف في خندق المعارضة التي تضرّ بمصالح الوطن». أما أخطر ما في تصريحات رشاد قوله أنه لم يكن يعلم من هو نمرة ولم يسمع أيّاً من أغنياته من قبل، لكن بعض المذيعين العاملين في الإذاعة رفعوا له تقارير مفادها أن المغني يُعادي النظام ويقدّم أعمالاً فنية معارضة له، فاتخذ قراراً بمنع أغنياته إثر تلك التقارير! وجاء قرار منع أغنيات نمرة من الإذاعة المصرية تزامناً مع حملة عنيفة على الممثل خالد أبو النجا بسبب تصريحات معارضة لسياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي (الأخبار 18/11/2014). من جانبه، قال أحمد يونس مذيع برنامج «على القهوة» في محطة «نجوم. أف. أم.» التي لا تسيطر الحكومة على إدارتها، إنه لن يمنع أغنيات نمرة صاحب تيتر البرنامج الذي تربطه به صداقة ممتدة، وإنه لم يتلقّ تعليمات رسمية في هذا الخصوص. ولفت يونس لـ»الأخبار» إلى كون «على القهوة» هو البرنامج الوحيد الذي لا يزال يبث أغنيات نمرة بانتظام. وكان يونس قد تضامن مع أبو النجا وكتب على حسابه على تويتر «إرهاب الرأي المخالف يجب أن يتوقف».