(حلقة من برنامج «العقل زينة» ــ إذاعة «صوت الشعب» / 1987)
في مجموعة من الأمور المتداولة بيضَلّ يصير عليها لَغْط ولَخْبَطة وفينا بحلقتنا اليوم نوضِّح جزء منها للسامعين، إذا السامعين عم يتسمّعوا منيح يعني، لأنو أوقات بتزيد اللَخْبَطة بعد التوضيح، وهيدا شي مش منيح. اللي بدّو يتسمَّع عا حلقة اليوم ما بدو يتسمّع ويتغدّى. بيسوى يتسمّع ويتمَدّى، وبس يخلِّص يقوم يتغدّى… العقل زينة.

في مجموعة من الكلمات عليها لَغْط وعليها لَخْبَطة، متل كلمة «البرجوازية» متل «التقدمية»، «الشيوعية»، «الإلحاد» وما شابَه، كلها عليها لَخْبَطة أوقات مقصودة، علشان الشنكاش يعني… مثلاً كلمة «الرفاق» حتى، عليها لَخْبَطة أوقات بين الرفاق نفْسهن… كلمات متل «إستغلال» و»رأسمالية» وغيرو غيراتو، كلّو مَلْغوط بمخوخ تلاترباع الناس بعتقد. ما فينا نحيط بكل الأمور بحلقة واحدة، بس منوضِّح قد ما فينا، وهيدا قلناه من أول حلقة بـ»العقل زينَة».
«البرجوازية»، إذا هيّي مظهر من الحياة أرْيَح من الفقر، لازم تضلّها موجودة مثلاً… والشيوعية أبداً ما عم بتجرّب تقضي عليها، بالعكس، عم بتجرّب تعمّمها. والبرجوازية مش تهمة ولا مسَبِّة إلاّ لأنها محصورة بِناس. فما حدا يتصوَّر إنو حالة الفقر هيّي مشروع الشيوعيين للمستقبل، والشيوعيين ما معقول يخطّطوا للفقر خاصة إنو إجمالاً بيِبْقوا جايين منّو. الشيوعيين بيحبّوا أوتيل الـ»شيراتون» يكون… بس منْضِفلها كلمة: للكِلّ. بتصير الجملة: بيحبوا أوتيل الـ»شيراتون» يكون للكِلّ. بس الأميركان، بس يتوَلّوا الدعاية عن الشيوعيين بيحْسبوا كلمة «للكل»… وهنّي بيهِمّهن دعايتهن توصل للكل ها. هنّي اللي عم يشتغلوا للكل، وعن الكل أوقات. أساساً بس تتعَمَّم البرجوازية عا كل الناس ما بيعود إسمها برجوازية بالذات… بيصير فيك تسمّيها أيّا شي: «كاستافليس» مثلاً… أو «كوستارفيكوس» أو «الجَرْبوزية».
«الرأسمالية» هيّي مرحلة ألعَن من البرجوازية، وبس تستشرس الرأسمالية وتكَشِّر عن نيابها، البرجوازية/ ببلاد معروف شو ربّها طبعاً ومعروف كل واحد مْنَيْن مصدر عَيْشُو ولأيّا طاعون طبَقة بينتمي/ البرجوازية بهاللحظة بالتاريخ بتِفْقَر وبتصُفّ مع العمّال، مع الأفقَر، أو بأحسن الأحوال بتصُفّ عا جَنَب يا أخي، لتنحسم المعركة بين العمّال والرأسمالية. فالبرجوازية هيّي بتلوّي القلب قدّام الرأسمالية… كنبايتَين مرتّبين وتلفزيون وسيارة بتمشي مش معناتها خِرْبِت الدّني! هيدي أقل حقوق كادح برجوازي… علماً بإنو عِنّا ما في شي بيصير، بيشبه أي شي بالعالم… عِنّا هون… البرجوازي ما بيِكْدَح، أيّا؟! أوقات الكادح حتى بدّو يعيش من دون ما يِكْدَح، عِنّا يعني… وإذا كَدَح «بيِكْدَح» الحيط وبيفوت ينهب ليحِلّ مشكلتو الإجتماعية بليلة واحدة… et bonne nuit.
«التقدمية» هيّي مرحلة قبل الشيوعية، والشيوعية بعد مش موجودة بي وَلا نظام في العالم عا فكرة… الشيوعية حِلم التقدميين اللي أول شي بيبلّشوا بالإشتراكية… عَقَّدِت/ طيِّب: بتكون تقدّمي لتصير إشتراكي وبتعيش فترة طويلة إشتراكي لتقدر تكون جاهز تصير شيوعي. يعني ليتعَوَّد مخَّك إنو فيك تفوت عا محل تاخد قطعة بلا مصاري وتعطي من عندك بلا مصاري، ويرجع العالم عالمقايضة: قمح بزيت، بس مع كل تطور البشرية اللي صار من أيام المقايضة البدائية بعصر الحجَر لإيام المقايضة بعصر الفَضا… يمكن القمح يكون صار إلكتروني والزيت نَوَوي! وما رح يعود في بوليص ولا سلطة. إنت البوليص وإنت السلطة، وإذا كل العالم صاروا بوليص وسلطة يعني ما بيعود إسمهن بوليص بالذات… بيصير فيك تسميهن أيّا شي: «بَرْصِيص» بَرْكي… أو «شَعْلِيص»، حيالله… إسمو بوليص لأنو واقف بنص هالشارع ما في غيرو.
هلّق إذا واحد قال مرة قدّامكن، أو عرفتو عنّو إنو يساري أو إشتراكي أو اللي هوّي، مش يعني صار فيكن ساعة اللي بدكن تنتقدوه إنو يابا كمشتوه إنتو بشي ممارسة مَنّها يسارية، وإنو هيدا كذّاب لا يساري ولا شي ــ مش إنتو بتحدِّدوا الممارسات إذا إشتراكية أو رجعية، وما بيصير فيكن تحدِّدوا إلا من بعد ما تسمعوا هالحلقة للآخر، ومنيح.
عطفاً عاللي مرق، اليساري مش يعني مشحَّر والإشتراكي مش ضروري يوصَل عالقصر الجمهوري ببنطلون مخزَّق. هيدي صبيانيات وولدنات شَيَّعوها الحاقدين والمرعوبين من الشيوعية، عن الشيوعية. بيسوى إذا شي واحد شيوعي أو إشتراكي فات بشي وزارة، مثلاً، عِنّا/ منين؟؟! بس منفترض/ بيسوى يكون فايت بأرتب بدلة وبيسوى بنفس الوقت يكون الرأسمالي، ليهَمْشِر حالو، فايت بالدجينز مثلاً! ما بتصير يعني؟ شو هلق عا هالمستوى السخافة بيتقرّروا العالم؟؟ هيدي حركات قديمة يا شباب، ومن زمان انفَهَم شو قصّتها وعيب نكون بالـ87 بعدنا عم نوَضِّح فيها.
وما تتوقّعوا جميعكن يعني، المناح والعاطلين، إنو إذا أنا شيوعي مثلاً، ما يحلالي مارس هالأخلاق الشيوعية إلاّ مع الرأسماليين… إيه لأ، بالعكس يا شباب، أنا إنساني مع الإنسانيين ورأسمالي مع الرأسماليين لأنو هنّي طبعاً بيتمنّوا كل العالم يكونوا شيوعيين إلا هنّي… ليه؟؟؟ ليستغلّوهن. إنو الشيوعي مثلاً ما بيفكّر يستغل زميلو، لأ، هنّي آخدين عنّو/ منشان هيك يا عزيزي أنا بتصرَّف إقطاعي مع الرأسماليين وأمبراطوري مع الإقطاعيين. يعني الإقطاعي إذا هنّي بيعيّطولو سيدنا، أنا شغلتي خلّيه يعيّطلي مولانا، وبعرف إنو بيعملها، وبدون عنف حتّى، لأن بدّو ياني… بدّو تعبي. وكَوْنو واطي قدّام القرش فبيعملها وضميرو مرتاح. بيعيّطلي مولانا وأنا اللي عم بشتغل! ليك، ما تخلّي حدا يستغلّك، لا بل إذا فيك تستغلّو للرأسمالي من هلّق لحين ما يزول، ما تقصِّر… بس بأخلاقك إنتِ مش بأخلاقو هوّي، وبدون ما تصير رأسمالي عا برأسمال زغير شي ألفين ورقة يعني! واستغِل اللي فوق مش اللي تحت، ما تلَخْبِط… لأنو أوقات كتير إنتِ بتلَخْبِط!
الشيوعية مش ضدّ الله. الشيوعية مش ضدّ الله أبداً، ضدّ إنو يكون الله وجَنّتو للفقرا بس، وإنو شو بدكن هلق بتعاسة الأرض إنتو، الجنة ناطرتكن فعيشوا بهالنعمة… هالنعمة اللي جايي، الجنة. والنعمة اللي هلق شايفينها ارْخولنا ياها، معليش. ارْخولنا ياها لأنو نحنا رايحين عا جهنّم، عالنار بعدين، هاويين جهنّم يعني، وحظكن أحسن من حظنا لأنكن رايحين عالجنة.... يا الله شو هالنكتة!!! ليك، إذا في الله، وأنا مش عارف إنو في، ومنّي مؤمن فيه، وإذا موجود بؤمن فيه، وإذا موجود بدو يكون عقلو كبير، وما بيهمّو شو رأيي فيه، وما رح يتأثر الله لأنو كبير، ما رح يتأثر بإنسان زغير عم بيشكِّك فيه، وإذا موجود بيكون عم يسمعنا وعم يسمع العقل زينة» كمان وبيعرف مين الأوادم ومين إخوات الدِّينة، وعم يعمل حساباتو للجنة وللنار، هوّي بيقسِّم مش هنّي… ومش بحاجة لوكلاء عنو ولا تجار، ومثلاً نحنا أكيد بحسابات الله مَنّا رايحين عالنار بطمّنكن… إنو فكرك هلق غوربتشيف ما بيتمنّى يكون في الله وبلا كل هالعذاب إنو ليحقق العدالة لكل الناس متل بعضهن يعملهن كلهن برجوازيين؟؟ ما بيتمنّى إنو بلا كل هالمبرامج الإقتصادية والخطط الخمسية والحروب النووية، يجي هوي وحدو، هيك ليلة، غوربتشيف يصلّي لألله ويقضيلو عالأميركان؟؟ مين ما بيتمنّى؟ مين ما بيتمنّى إنو يكون في الله لأنو بيِنْهِيها بتكة قصة المحتاجين. كان بينجّي غيفارا من الموت مثلاً، بقوّتو، ما هوّي القادر. كان بيضرب بجَبَروتو اللي اغتالوا كرامة وبلا هالتحقيقات اللي ما رح تخلص. هيدا أقل ما يمكن إنك تشوفو من خيرات الله… ليه؟؟؟ ليه لأ؟؟؟
ويمكن الله موجود وناطر… ناطر يعني ليتدَخَّل باللحظة المناسبة ويحسم كل شي، فنحنا ما إلنا إلا ننطر هلق… طيب، نحنا وناطرين منبلّش نعمل اللي علينا، منبلّش المشروع اللي مفروض الله، يوماً ما، هوّي ينْهيه.
هلق كمان، في عندك كلمة «رفاق»، هاي فيها لَخْبَطة كتير يا رفاق!
أول شي، ما بدنا رفاق يكونوا رفاق من فَرْد مَيْلِة. يعني، إذا بيؤمنوا بالمَشاعية وزوال الملكية الخاصة يوماً ما، وإنو الأرض لكل الناس، ما ضروري من هلق لوقتها تكون أملاك رفاقهن مَشاع محلّل لألهن وأملاكهن هنّي تجاه الرفاق أملاك خاصة. والله يرضى عليكن يا إخواتي… وهل تسمعوني؟ سأحوِّل.
بعدين ما حدا قال إنو كل الناس بيفهموا قد بعضهن، ما حدا عم بيجرّب يغَيّر الطبيعة، وما حدا قال إنو كل الناس قادرين يعطوا قد بعضهن… هاي كمان تشييع أخبار عاطلة عن لسان ماركس الله يرحمو. بيقدر يكون الواحد مسؤول عن أربع/خمس رفاق يعني، ما ضروري يكونوا خمس مسؤولين يعني! ما حدا جرّب يعمل هيك بالعالم كلّو وزبط معو شي! مسؤول عنهن منشانهن، لأنو بهالشغلة هوّي بيعرف أكتر منن...... تعاونوا...... عاللبناني كلّو بيفْرُق يا خيّي. كلّو بيفْرُق وبيقْشُط، يا ريت بيطْلَع!
وآخر شي، حاكيني لحظة إنتِ، إذا واحد طَرَقَك كفّ بترد عليه ببيان يا عزيزي!!! طيب هالبيان وين بدّو ينزل، مش بالجريدة؟ بالجريدة شي أكيد. بالجريدة هاي أكيدة… وقد ما عم تكتب إنت وجعتني أنا إيدي. ولاه طَرَقَك كف بالشارع والبيان طلع بالجريدة، طيب ما يا عمّي هيدا ما بيقرا جريدة!!! معناتها ولا رح يعرف إنك رديت عليه، وبكرا بس يلتقي فيك عن جديد رح يطرقَك كفّ تاني… ليك، اطْرُقو كف وشوف كيف بيتْبَلَّغ فوراً… كيف بيعَلِّم فوراً… شوف كيف بيصير هوّي سِيد العارفين. آمنتُ بإسمو وآمين.