أعلنت حركة «الجهاد الإسلامي» أنها تتبنى الشهيد المقدسي، معتز حجازي، الذي اغتالته قوات الاحتلال بعد استهداف الحاخام المتطرف ايهود غليك، قائلة إن ما فعله الشهيد جزء من الرد على «حرب الاحتلال على القدس». وذكرت الحركة أن حجازي أسير سابق وحرر قبل عامين، كما قالت إنه من الأسرى الذين عانوا الحبس الانفرادي خلال أعوام اعتقاله منذ عام 2000. وأشارت إلى أنه خلال اعتقاله «كان صامدا ولم يدل بأي اعترافات، بل ضرب محقق السجن وهجم على اثنين من السجانين وأصابهما بجروح ما أدى إلى قرار عزله».
وقال مسؤول العلاقات السياسية في «الجهاد»، خالد البطش، إن «عملية القدس رد الجهاد على ما يجري في المدينة، ولن تكون الأخيرة». وأضاف في بيان يوم أمس، أن ما فعله الشهيد حجازي «استهداف لرأس المشروع الاستيطاني في القدس، وهو رد الجهاد الإسلامي الطبيعي».
في السياق، وصفت حركة «حماس» العملية بأنها «بطولية وشجاعة». كذلك أصدر المتحدث باسم كتائب القسام، الذراع العسكرية للحركة، أبو عبيدة، بيانا قال فيه، إن «القدس كانت شرارة العصف المأكول وستكون شرارة معركة التحرير». ورأى أبو عبيدة أن قرار الاحتلال إغلاق المسجد الأقصى سيكون «عنوان القتال لأن القدس قبلة المقاومة».
وفيما تبنى قادة من حركة «فتح» العملية، فإنهم دعوا المقدسيين إلى الصلاة في المسجد الأقصى اليوم الجمعة، كما استنكروا اغتيال الشهيد حجازي «والاعتداءات الإسرائيلية بحق القدس، وأيضا منع رفع الأذان في المسجد، وهي سابقة لم تحدث منذ احتلال المدينة عام 1967».
على المستوى الرسمي، قال رئيس وزراء حكومة التوافق، رامي الحمدالله، إن ما «يحدث في القدس والمسجد الأقصى انتهاك صارخ لقدسيتها ولمكانة المدينة لدى الفلسطينيين». وطالب بعد لقائه أمس في رام الله وزير خارجية مالطا، جورج فيلا، المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتدخل العاجل «لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة بحق القدس والأقصى التي قد تؤدي إلى انفجار الأوضاع الأمنية في المنطقة بأكملها».
وبينما كانت القدس تواجه مواجهات كبيرة عقب عملية الاغتيال، اعترفت أول دولة في الاتحاد الأوروبي، السويد، بدولة فلسطين في مبادرة رحب بها رئيس السلطة، محمود عباس، ووصفها بـ«الشجاعة والتاريخية»، فيما عدّتها واشنطن «سابقة لأوانها».
وكان الإعلان عن هذا الاعتراف مطلع تشرين الأول قد استقبل بالتشكيك من إسرائيل والولايات المتحدة، لكن وزيرة الخارجية السويدية، مارغو فالستروم، قالت أمس، إن «الحكومة تتخذ (اليوم) قرار الاعتراف بدولة فلسطين. وهي خطوة مهمة تؤكد حق الفلسطينيين في تقرير المصير». وأضافت فالستروم أن «الحكومة ترى أن معايير القانون الدولي للاعتراف بدولة فلسطين قد استوفيت ولو من دون ترسيم حدود».

(الأخبار، أ ف ب)