يعتبر الحاخام يهودا غليك إحدى الشخصيات القيادية الرئيسية في «حركة أمناء جبل الهيكل»، وهي حركة تم تأسيسها عام 1967 بعد احتلال القدس، وهدفها «بناء هيكل سليمان الثالث» مكان المسجد الأقصى واستعادة «سيادة الشعب اليهودي» على كل مناطق «أرض إسرائيل التاريخية». وتنشط الحركة في تنظيم اقتحامات اليهود إلى الحرم القدسي وإقامة «الصلاة» الجماعية فيه، وكذلك في تنظيم تظاهرات ومؤتمرات تطالب بالسماح لليهود بـ«استعادة جبل الهيكل».

وقد حاولت الحركة مطلع التسعينيات وضع «الحجر الأساس للهيكل الثالث»، الأمر الذي أشعل آنذاك موجة احتجاجات واسعة في القدس المحتلة أدت إلى إصدار شرطة الاحتلال قراراً بمنع رئيس الحركة، غرشون سولومون، من دخول منطقة الحرم القدسي.
وفيما يطلق الفلسطينيون على غليك لقب «مهندس اقتحامات الأقصى» لكونه الشخص الأكثر نشاطاً في تنظيم عمليات اقتحام المسجد خلال الأعوام الأخيرة، تعتبره الشرطة الإسرائيلية «أحد أكثر الرجال خطراً في الشرق الأوسط» ربطاً بخشيتها من التداعيات التي يمكن أن يولدها تعرضه «للعنف من الفلسطينيين الذين تستفزهم أنشطته».
تعتبر الشرطة الإسرائيلية غليك «أحد أكثر الرجال خطراً في الشرق الأوسط»

وتحول غليك، 49 عاماً، خلال الأعوام الأخيرة، إلى الناشط الأكثر استفزازاً للفلسطينيين في الحرم القدسي، وهو يتخذ من مهنة الدليل السياحي التي يزاولها غطاءً لإدخال اليهود إلى الحرم القدسي، ويحاول دائماً أن يدمج عادات دينية يهودية في «الزيارة السياحية» للحرم. ورغم أن الشرطة الإسرائيلية منعته عدة مرات من الدخول إلى الحرم القدسي، فإنه كان يدّعي كل مرة أن الشرطة تتعرض لمصدر رزقه كمرشد سياحي، ثم يعود إلى ممارسة أنشطته الاستفزازية تحت غطاء المهنة.
ويرأس غليك «صندوق تراث جبل الهيكل»، وهي جمعية تدعو إلى هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل اليهودي مكانه، كما يرأس هيئة «الحرية اليهودية في جبل الهيكل» وتعنى بتشجيع دخول اليهود إلى الحرم القدسي. إلى جانب ذلك، ينشط غليك في «معهد بيت المقدس»، وهي جمعية تعمل على تنظيم الأعمال في بيت المقدس (جبل الهيكل) الذي تعتقد أنه سيعاد تشييده قريباً. كذلك ينشط في إلقاء المحاضرات والدروس والدورات حول الهيكل اليهودي المزعوم في القدس، ويدعو على الدوام إلى ضرورة تأدية الشعائر اليهودية في حرم الأقصى. وحاول خلال عيد الفصح اليهودي عام 2010 إدخال نعجة الأضحية الى داخل باحات المسجد.
وينتمي الحاخام، الذي أصيب بجروح بعد إطلاق النار عليه، إلى حزب «الليكود»، ويشغل منصب عضو في المجلس المركزي للحزب، بل إنه في الانتخابات الداخلية الأخيرة تمكن من الوصول إلى المرتبة الـ55 في قائمة مرشحي الحزب إلى الكنيست. ورغم أنه لم يصبح عضواً في الكنيست، فإنه كان ناشطاً بين أعضائه، محاولاً تجنيد اليمينيين منهم للمساهمة في تطبيق أفكاره عبر المبادرة إلى سن قانون يغيّر الوضع الراهن في الحرم، بما يتيح نقل السيطرة فيه من الأوقاف الإسلامية إلى السلطات الإسرائيلية.
وعرف عن غليك أنه كان يداوم على إرسال رسائل نصية عبر الهواتف المحمولة لهؤلاء الأعضاء وغيرهم تحرّض كلها على الفلسطينيين وتتهمهم بالتنكل باليهود في الحرم. وقد تعرض لمحاولة الاغتيال بعيد خروجه من محاضرة، بعنوان «إسرائيل تعود إلى جبل الهيكل»، كان يلقيها في معهد «بيغين» الكائن في القسم الغربي من القدس المحتلة. وخلال المحاضرة عرض غليك فيلماً قال إنه صوّره صباحاً في الحرم القدسي يظهر فيه فلسطينيون يهتفون «الله أكبر» ويطردون زواراً من اليهود من الحرم، وقال للحضور محرّضاً: «هذا هو الوضع اليوم في جبل الهيكل».