تعرّض المتطرف اليميني، يهودا غليك، لمحاولة اغتيال، لم يتأكد نجاحها، في القدس المحتلة مساء أمس، في هجوم جريء استهدف الناشط الأبرز في تنظيم عمليات اقتحامات الأقصى. وذكرت تقارير أولية أن سائق دراجة نارية أطلق النار على غليك قرب حديقة «بركة السلطان»، حيث كان يقام في المكان نشاط لمؤيدي حركة «أنصار الهيكل» اليمينية المتطرفة تحت شعار «إسرائيل تعود إلى جبل الهيكل»، في إشارة إلى الاقتحامات المتكررة للحرم القدسي.

وتعكس العملية حجم التصميم الذي يختزنه الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال. إذ بالرغم من الإجراءات الأمنية والقمعية التي تقوم بها قوات الاحتلال، من جهة، والقيود المفروضة على حركة المقاومة في الضفة الغربية عامة والقدس خاصة، يحقق الإبداع الفلسطيني إنجازاً إضافياً في سياق مقاومة قوات العدو ومواجهاتها.
وسواء أكانت العملية تستهدف غليك نفسه، أم المجموعة التي كان ضمنها، وتنتمي إلى نفس المعسكر المتشدد جداً إزاء حقوق الفلسطينيين، تشير المعلومات الأولية التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى أن المقاوم الفلسطيني نفذ عمليته وفق تخطيط واستطلاع مسبق.
ظروف العملية، ونجاحها، والأسلوب الذي نُفذت به، ترجح أن ترفع من درجة قلق الأجهزة الإسرائيلية، إن لجهة التصميم والشجاعة التي أظهرها المنفذ، أو لجهة ما تشير إليه ظروف تنفيذ العملية نفسها.
وتنطوي العملية على أهمية خاصة، انطلاقاً من أن ساحة تنفيذها هي القدس نفسها، وضد نشطاء يمينيين متطرفين معروفين في الوسط الإسرائيلي بأنهم يخططون لاستهداف المسجد الأقصى.
من جهة أخرى، من الصعب فصل تنفيذ العملية عن عمليات القمع التي يتعرض لها الفلسطينيون في القدس، أضف إلى كونها أتت بعد قرار حكومة بنيامين نتنياهو بناء مئات الوحدات الاستيطانية في «مستوطنة هار حوما» في جبل أبو غنيم، و«رامات شالوم».
مع ذلك، وكما في أعقاب كل عملية فلسطينية، سيعمل العدو على توظيفها في مواجهة الضغوط الدولية التي تتعرض لها حكومة نتنياهو على خلفية توجهاتها التسووية. وسيتخذها مبرراً للمزيد من عمليات القمع والخطوات الاستيطانية، خاصة أن المستهدَف ينتمي إلى معسكر اليمين المتطرف.
(الأخبار)