تحية طيبة وبعد،تحية للقراء وخاصة المداومين منهم، والذين لولاهم لا نعرف ما نكتب بالضبط، ولا إن كان يزيد شيئاً على معارفهم، وكل بحسب معارفه وظروف نشأته واستمرارية حياته. تحية للعاملين في جريدة «الأخبار»، وخاصة من تجدهم بعد العاشرة ليلاً... ماذا أقول إن الصحف تعمل في الليل يا جماعة الـEmail. وإن الصحف الكبيرة تعمل على الـIntranet يا أخي وعزيزي ابراهيم. وهو نظام اتصالات الذي منه طور الـ Internet، (ماذا فعل منصور كل هذه السنين لست ادري).

الانترانت لمن يجهله هو: «شبكة عنكبوتية داخلية» لمؤسسة ما، وهي لا يخرقها احد من خارج المؤسسة وهذا بالفعل. فتصميمها داخلي وبالاتفاق ومسيطر عليه ممن مدده وشَبَكَ كل غرف المؤسسة بعلمه وحده، ولم يحتج الى مصداقية غوغل ولا الى عقد Privacy (خصوصية) ولا الى افادة شرف تاريخي «وحفاظ على سرية شخصية» من مايكروسوفت تجاه اعرابي في النجف، مطلوب منه ان اراد ان يدخل الانترنت، ان يطمئن بأن حَرَمَه ومايكروسوفت لم ولن يعلما «forever»، اين كان الاعرابي ليلة امس في «النت Net». اين ربط جواده قبل ان تجلبب وتسلل الى موقع اباحي عن غير قصد، ربما عن طريق الخطأ، والخطأ على الانترنت سهل ليلاً، لكن الفضول فيه ايضاً كما يقال، نوع من الرغبة في المعرفة، اي التثقف، وهي ليست بالضرورة صفة بشعة. لذا ترى الاعرابي يتنقل بين المواقع بينما حرمه وغوغل في واد آخر فهو بالتالي ـــ كما تقول المناضلة الفتية ماجدة البرادعي، وأعني السيدة ماجدة الرومي وهو اسمها الاساسي الفلسطيني والتي واأسفاه عليها تخجل به. لذا فقد «شطّبت عليها» باكراً، أي في شهر آذار من العام 1975، حين حَضَرَت الى استديو بعلبك في سن الفيل لتؤدي ترتيلة «طوبى للساعين» من تلحيني ــ الإعرابي في واد وعقيلته والـFirefox في واد آخر. لذا فهو يشعر نفسه ويغني مع الرومي... حرٌ وحرٌ وحرُ!
تحية للرفاق في الحزب الشيوعي اللبناني المنكبّين على إحياء الذكرى التسعين للتأسيس (1924)، تحية لهم جميعاً، حتى لمن آن الاوان ان يفسح المجال لجيل جديد من الشيوعيين، اسرع في الركض، في التسلق، واحياناً في الاستيعاب، وفي بعض الحالات يمكن ان نضيف: في التحليل. لا داعي للحرد او الزعل ارجوكم، فأنتم لم تكفوا يوماً عن تبشيرنا بحركة التاريخ، وباللولبية، وبالمتحرك الدائم اليومي، الذي في كل ثانية من الدقيقة يتغير (المادية)، فلم لا تتحركون معه، كي لا يسبقكم. الا يمكن لشيوعي ان يبقى يعمل داخل حزبه الا اذا كان في موقع مسؤول؟ طبعاً واقصد في كل «المناصب»، وليست كلمة مناصب هنا بالمعنى الاستغلالي في مجتمع استهلاكي، بل «مواقع المسؤولية» ضمن اي هرمية ضرورية لعمل المجموعة. وما معنى كلمة رفيق ان كان من لم يعد مسؤولاً وعاد رفيقاً لا غير هو أدنى من نفسه عندما كان مسؤولاً. ارجوكم نحن عددياً لسنا بكافين لمجتمع كمثلنا معطوب من نمط العلاقات الاجتماعية السائدة، والتي لم تعد لا علاقات ولا اجتماعية، وهي تعود الى الوراء تصوروا! (وهذا صعب في التاريخ لكن اللبنانيين اقوى شعوب العالم وفي كل شيء)، تعود ونعود الى الاعراض الحيوانية اي العدائية المطلقة لكل ما ومن هو ليس انا. اننا لم نعد نكتف بالقول الشائع: «الانسان عدو ما يجهله»، نحن عدو ما نجهله وما نعرفه ايضاً، ومن نجهله ومن نعرفه 100%.
«واللهِ» ان يوماً كهذا او غداً او البارحة، حتى تنتهي هذه الاحتفالات، فيه الكثير من التحيات وسننسى بالتأكيد الكثيرين. ان مجموعة اصبحت نادرة من العرب في العالم العربي موجودة الان في بيروت، مجموعة لا تخاف الامكانيات الاميركية التقنية القذرة والغادرة والفتاكة ان ارادت. فتحية طبعاً لحازم شاهين ورفاقه، تحية لفرقة اسكندريلا فرداً فرداً، والتحية الكبرى لأحمد حداد وهو من خطّ كلمات كل هذه الاغاني، التي هي أكثر من أغاني، هي بيانات هي هتافات، هي نضال شديد التأثير عالمياً، خاصة إن ترجمت الى لغات أخرى، وهذا ما سنسعى، نحن مجموعة من المتطوعين في حركة «Kollektiv»، الى ايصاله بجميع الطرق ومنها تلفزيون «روسيا اليوم» والبحث جار بهذا الشأن. من الطبيعي ان يدعم اشخاص قيمون على هكذا محطة تلفزيونية هؤلاء العرب الصامدين. خاصة وانهم في خندق واحد فعلاً وليس على سبيل «الجعدنة»، لقد صار مطلوباً ان تكون الخنادق اعمق من خنادق التسعينيات لسوء الحظ، خنادق اوروبا ايضاً. ينتظر هذا العالم سنين قادمة من العنف والقتل، فرأس المال لن يوقف تصنيع الاسلحة، هذا معروف فهو ينهار في اليوم التالي لو فعل. لذلك فهو شغّال ليل نهار، في غير التصنيع، بتحريك العصبيات وابتداع الاعداء واشعال النزاعات التي يتأمل منها وصولها الى الحروب. فأسلحة الحروب أغلى من اسلحة النزاعات، والقصف في الصحاري مكلف أكثر من حرب الشوارع اكيد (إن اشتباكات طرابلس البارحة غير مكلفة إطلاقاً وإسمها إنتاجياً Low Budget)، حتى برنامج «بس مات وطن» يعرف هذا الشيء. آهٍ من شربل والضاهر والويل لأمة تشاهد البرنامج الثوري والاولاد ساهرون، لم يشر أحد اليهم ان يناموا!! تحية لريم البنا التي سأراها الليلة وأنتظر هذه اللحظة منذ 2005، وسنغني أغنية جديدة معاً يومي 29 و30 من الاسبوع الحالي في المركز الثقافي الروسي، اغنية غنيناها اول مرة في صيدا منذ حوالي الشهر. فتحية لاسامة سعد وزوجته ايمان المحرك الاجتماعي المصري الناصري الصيداوي، لاحظوا هذا الخليط، خليط لن تجدوا في مصر كلها سيدة «زيّها». وتحية الى الشعبي الناصري، والديموقراطي الشعبي، واتحاد الشباب الديموقراطي وكل من ناضل في صيدا ضد «الطبقة الارتوازية»! سلام لكم لقد ضحكنا من القلب لذا فلن ننسى... وتباً لمن جعل عبارة صادقة، رائعة، مؤثرة كعبارة «لن ننسى» (Logo)، شعار تجاري انساني، تماما كما سوّق رأسمال الاميركي اليهودي لتيشرت غيفارا او ماكدونالدز او ربما احيانا الاثنين معا على التيشرت الواحد، وهو نفسه الذي سوق وباع الكوفية الفلسطينية وادخلها في تصاميم الموضة، فلم لا يسوق لـ: لن ننسى؟
أخيرا تحية لجزيرة القرم، تحية للشيوعيين الاوكران، وتحية للافروف.
تحية للسفارة الروسية الراقدة كما يبدو للكثيرين من الجهال المشغولين بالـlike و الـDislike. تحية لغاغارين الذين أُجبر الاميركيون من بعده على صرف المليارات على غزو الفضاء، واختراع الانتصارات المشكوك حتى اميركياً بجزء كبير منها.
في النهاية ليست اسرائيل وحدها على شفير النهاية السعيدة لنا، كما توقع هنري كيسنجر ولم يكذب النبأ حتى الآن احد على مستوى من سربه. ان اسيادها ايضاً ما زالوا يتحايلون على قانون الضمان الصحي ونهاية الخدمة الاميركي. (ان وضعنا جانباً طفرات العنصرية التي تغيب وتعود). نتمنى التوفيق للرئيس باراك اوباما، فهو، وبرأيي المتواضع، افضل رئيس اميركي رزقنا به. لقد وفّر علينا خراباً في اكثر من مناسبة وأهمها العدول عن قصف سوريا في 9 ايلول 2013. ان هذا القصف والدمار اللذين لم يحصلا كانا من ابرز العلامات الجديدة على عودة التوازن للكرة الارضية. لقد وضع بوتين بطيخة ثانية للحمار، فهو يعرف ان الحمار، اي حمار، لن ينقل بطيخة واحدة محمّلة على جهة واحد من ظهره، لأنه، وببساطة، لا يشعر بالتوازن، وبالتالي ليس حماراً ليمشي... واضح؟ ممتاز!