التمديد والميثاقية
بعد أشهر من الاعتراف (الضمني على الأقل) بأن التمديد للمجلس النيابي بات أمراً واقعاً لتلافي الفراغ، فتحت القوى السياسية الرافضة للتمديد باباً جديداً للسجال تحت عنوان ميثاقية جلسة التمديد، في ظلّ رفض من «الأحزاب المسيحية» الثلاثة الكبرى والبطريركية المارونية لإطالة عمر المجلس النيابي. لكن هذا الرفض لم يخرج بعد إلى طوره العملي، أي مقاطعة جلسة المجلس المخصصة للتمديد. وحتى الآن، لا يزال موقفا التيار الوطني الحر وحزب الكتائب مبهمين بشأن إمكانية حضور الجلسة،
«التغيير والإصلاح»: ننتظر جدول أعمال الجلسة ونيّات القوات والكتائبلكن جعجع طمأن الحريري إلى أن عدم التصويت لا يعني عدم منح التمديد ميثاقية مسيحية نيابية مطلوبة، في ظلّ موقف حازم من البطريرك بشارة الراعي برفض التمديد والإصرار على الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية قبل أي حديثٍ آخر. وأشارت مصادر الكتائب لـ«الأخبار» إلى أن موضوعي التمديد للمجلس وانتخاب رئيس جديد للجمهورية «كانا مدار حديث الجميل مع الحريري»، فيما أكدت أنه لم تتم مناقشة أي من المسائل الداخلية مع السعوديين، و«نصحونا فقط بأن نكون على قدر المسؤولية، ونلعب دورنا كمسيحيين، خاصة في ظل الأوضاع التي تمر بها المنطقة».
وقالت مصادر كتائبية أخرى لـ«الأخبار» إن «موقف الكتائب هو تطيير الجلسة في حال كان هناك معركة نصاب، ولكن إن كان النصاب مؤمّناً فإن الكتائب ستشارك من دون أن تصوّت مع التمديد».
بدوره، لم يحسم « تكتل التغيير والإصلاح» موقفه بعد من المشاركة في جلسة التمديد لمجلس النواب. وعلى ما قالت مصادره لـ«الأخبار»، فإن «التكتل ينتظر صدور جدول أعمال الجلسة، وبناءً عليه يجتمع التكتل ويتخذ قراره». أما بالنسبة إلى الموقف من ميثاقية التمديد أو عدمه، «فيرتبط بموقف القوات والكتائب. ولكن السؤال حول الميثاقية أساسي، خاصة أننا أكبر كتلة مسيحية ونحن ضد التمديد، إضافة إلى موقف البطريركية المارونية المعارض له أيضاً»، « يبقى أن نتأكد فعلاًً من نيات القوات والكتائب، فنحن ما زلنا نذكر جيداً موقفيهما من مشروع القانون الأرثوذكسي».
من جهتها، قالت مصادر القوات اللبنانية لـ«الأخبار»: «سنشارك في المبدأ في جلسة التمديد، ولكن لا يمكن الحسم قبل اجتماع الكتلة النيابية». وتابعت المصادر: «القوات حتى الساعة ثابتة على موقفها الرافض للتمديد، ولكن ميثاقية القانون الذي سيصدر عن المجلس يرتبط بمن حضر ومن صوّت».