لقاهرة | أول من أمس خلال عرض تقرير عن طفل لقي نحبه، بعدما سقط على رأسه باب في إحدى مدارس محافظة مطروح الحدودية، انقطع بث «العاشرة مساء»، البرنامج الرئيس على قناة «دريم 2». ترقب المتابعون عودة مقدمه وائل الأبراشي إلى الشاشة، لكن العودة تأخرت إلى أن قدّمت قناة «دريم» اعتذاراً خطياً للمشاهدين على «خطأ تقني أدى إلى انقطاع البث». سريعاً، أطلق الأبراشي تصريحات تؤكد أنّ قطع الهواء كان متعمداً لأسباب سياسية.
هذه التصريحات يعززها ما جرى على الشاشة بعد القطع مباشرة، فالفاصل الإعلاني انتهى بعودة البث بخريطة القناة التقليدية، ولم يعد البرنامج برغم استئناف الإرسال. واكتفت القناة بالإشارة إلى أنّ ما جرى كان لأسباب تقنية، فيما نفى رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي أسامة هيكل ضلوع إدارة المدينة في قطع البث. مصدر في قناة «دريم» أكّد لـ «الأخبار» عدم وجود شبهة تدين القناة في ما جرى، وتعجب من تصريحات الابراشي، مشيراً إلى أنّ سوق الإعلام المصري كله يعلم أنّ «دريم» تواجه مشكلات تقنية جمة، وأن حلقات من برامج أخرى مثل «مصر X يوم» لم تخرج إلى النور بسبب هذه المشكلات. مصاعب عانتها المحطة مع تدهور وضعها المالي وعجزها عن صيانة الأجهزة.
قطع بث برنامج
«العاشرة مساءً»
على قناة «دريم»


هذا على المستوى التقني، لكن منطقياً، فوائل الأبراشي يتمتع بحرية كبيرة تجلب أحياناً المشاكل للمحطة، فلماذا سيُقطع الهواء عليه الآن بعد حلقات عدة تجاوز فيها الخطوط الحمر، وخصوصاً أن الأمر يتعلق بواقعة وفاة طفل وغيرها من الحوادث اليومية التي يشهدها الشارع المصري. لم يحدث تجاوز ضد شخصيات سياسية أو كيل اتهامات لإحدى الدول العربية أو غيرها حتى تخشى «دريم» من استمرار الحلقة وفق ما يقول المصدر. أما الأبراشي، فتمسّك بموقفه وأرجع ما حصل إلى غضب الحكومة المصرية من طريقة تناوله للقضايا التي يتهم فيها الوزراء بالإهمال. فالحكومة تحمّل الإعلام مسؤولية تأجيج مشاعر الغضب ضدها، لا تصرفات الوزراء أنفسهم على حد قول الأبراشي.
وفيما واصل فريق العمل الإعداد لحلقات جديدة على نحو اعتيادي، بدا أنّ الأزمة ستمر من دون معرفة الجاني الحقيقي، وخصوصاً أنّ شركة «نايل سات» التي تعطي إشارة البث للمحطات عبر القمر الصناعي، لا يمكنها قطع البث المباشر عن المحطة. ما يمكنها فعله هو تسويد الشاشة وقطع الإرسال، لا قطع برامج الهواء، مما يثير العديد من التساؤلات عن التقنية التي استخدمت لقطع الإرسال، وما إذا كان هناك ممثل لجهة أمنية كان في الاستوديو وأمر بقطع البث خلال البرنامج، وهو ما نفاه المصدر نفسه لـ»الاخبار».
الحكومة المصرية التزمت الصمت ولم تعلّق على تصريحات الأبراشي، الذي استضاف في الفترة الأخيرة رئيس الحكومة إبراهيم محلب وعدداً من وزرائه. باختصار، لفّ الغموض الواقعة عما إذا كان الأمر خطأ فنياً حاول مذيع البرنامج استغلاله أم بداية للتضييق على الإعلام حتى على مستوى الوزراء بعدما امتنع الكل عن انتقاد الرئيس بعد وصول عبد الفتاح السيسي إلى الحكم؟