حتى ظهر أمس، لم يكن تعميما وزير التربية الياس بو صعب بشأن تسجيل التلامذة غير اللبنانيين في المرحلة الأساسية ومرحلة الروضات في المدارس الرسمية قد وصلا إلى المناطق التربوية، ومنها إلى إدارات المدارس، علماً بأنّ مهلة التسجيل تنتهي في 1/11/2014 أي في غضون 10 أيام. بعض الإدارات لم يبدأ بتطبيق التعميمين اللذين صدرا مساء الجمعة الماضي في انتظار مستند رسمي سيصل خلال يومين، بحسب مصادر وزارة التربية.
أما البعض الآخر، فباشر أعمال التسجيل، استناداً لما جرى تداوله بواسطة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فيما أبلغت بعض المناطق التربوية شفهياً بعض المديرين بالتعميم.
التعميم الخاص بالمرحلة الأساسية أحدث إرباكاً في صفوف المديرين، وخصوصاً لجهة تأكيد عدم تجاوز نسبة التلامذة غير اللبنانيين في كل صف 50% من التلامذة كحد أقصى في الدوام الصباحي، على أن يُستوعب آخرون في دوام بعد الظهر. مصادر الوزارة تؤكد أن «ما فعلناه هو مساواة غير اللبنانيين بأولادنا، شرط ألا يكون تعليمهم على حساب تعليم اللبنانيين». لا تعرف إحدى المديرات حيثيات التعميم الذي لم تتسلمه، إلاّ أن هذا الإجراء ليس مقنعاً تربوياً، على حد تعبيرها.
اللافت ما يقوله رئيس رابطة التعليم الأساسي الرسمي محمود أيوب لجهة أنّ بعض المدارس الرسمية لم تبدأ فعلياً عامها الدراسي بعد وهي تترقب منذ 22 أيلول الماضي انتظام الصفوف وبدء الدروس. برأيه، ما حصل أن هذين التعميمين قالا للتلامذة السوريين «تكرم عينكم بس ما فينا نسجلكم». كيف؟ يشرح أيوب أنّ التعميم لا يشترط اكتمال الصف، «فإذا كان لدينا 5 تلامذة لبنانيين في الصف، لا نستطيع أن نسجل أكثر من 5 تلامذة غير لبنانيين». يعطي أيوب أحد الصفوف في المدرسة التي يديرها، أي مدرسة الجناح الرسمية المختلطة، نموذجاً فيقول إنّه يضم 3 لبنانيين و18 سورياً، سائلاً: «هل سنقول للتلامذة الـ15 الباقين خذوا أوراقكم وامشوا؟ وماذا سنفعل بالتلامذة السوريين الذين سجلناهم وفق التعميم القديم إذا كان عددهم في الصف يتجاوز عدد اللبنانيين؟». يشير إلى أنّه تواصل مع مديرين من كل المحافظات وتوافقوا على أن يطلبوا من الأهالي الذهاب إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة «وليسووا أمورهم هناك».
وفي التعميم المتعلق بمرحلة الروضات، يستوقف أيوب بندان أساسيان، الأول تأكيد عدم تجاوز نسبة التلامذة غير اللبنانيين في كل صف 20% من التلامذة كحد أقصى، والثاني اشتراط أن يكون التلامذة مقيمين في لبنان منذ ما قبل الأزمة في سوريا. يعلّق هنا: «كيف سنتأكد من ذلك؟». يذكر أن التعميم يحمّل المدير مسؤولية تأديبية في حال قبول انتساب أي تلميذ خارج إطار الحالات المحددة فيه.
وكان بو صعب قد أصدر التعميمين بعيد تسلمه رسائل خطية رسمية من منظمة اليونيسيف، ومن مفوضية اللاجئين، التزمتا فيها تأمين 56 مليون دولار، تكفي، وفق المكتب الإعلامي للوزير، لتعليم 45 ألف تلميذ في الدوام الصباحي في المدارس الرسمية، و57 ألف تلميذ في دوام ما بعد الظهر من التلامذة النازحين، أي ما يساوي 102 ألف تلميذ.
إلاّ أن المتحدثة باسم المفوضية في لبنان دانا سليمان توضح لـ «الأخبار» أنّه سيجري تعليم 100 ألف لاجئ سوري قبل الظهر، و57 ألفاً بعد الظهر، أي 157 ألفاً من أصل 400 ألف لاجئ في عمر الدراسة، في وقت لن يتوقف فيه التعليم «غير التقليدي» في مراكز التنمية الاجتماعية وبعض الجمعيات لـ60 ألف طفل على الأقل.