في أول زيارة لرئيسٍ تركي إلى أفغانستان منذ 50 عاماً، توجه الرئيس رجب طيب أردوغان إلى كابول، أول من أمس، حيث وقع مع الرئيس الأفغاني المنتخب أشرف غني اتفاقية «تعاون استراتيجي» تضمنّت التزاماتٍ حول التعاون على مستويات الأمن، إعادة الإعمار، التجارة والاستثمارات.
تأتي زيارة أردوغان في توقيت لافت في دلالته، حيث تسعى تركيا إلى تعزيز موقعها في ريادة الدول الاسلامية إقليمياً، قبل انخراطها عملياً في تحالفٍ دولي جديد ضد «الإرهاب». وأعلن رئيس تركيا، التي تشارك في قوات «التحالف الدولي» في أفغانستان تحت راية حلف «شمال الأطلسي» بـ 393 جندياً، أن القوات التركية ستواصل عملها هناك مع القوات الأميركية والألمانية والإيطالية، على الرغم من انتهاء مهمة قوات المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان (إيساف). وأكد أردوغان في مؤتمر صحافي عقب لقائه نظيره اشرف غني أن تركيا «ستقف إلى جانب أفغانستان مثلما كانت سابقاً». وكانت أنقرة قد رفضت أن تنخرط قواتها بمهمات قتالية في أفغانستان لأسباب عدة، بينها اعتبارات دينية.

وتعهد أردوغان خلال الزيارة، التي وصفت بـ «التاريخية»، مساعدة أفغانستان في المجالات الاقتصادية والسياسية والتعليمية وفي تبادُل الخبرات، موضحاً أنه جرى في اللقاء مع غني بحث تطوير العلاقات السياسية والعسكرية والتجارية بين البلدين.
من جهته، قال الرئيس الأفغاني إن تركيا قدمت لبلاده مساعدات مهمة في السنوات الأخيرة في مجالات عدة، على رأسها التعليم والصحة. وأشار إلى إمكانية إيجاد حل لمشاكل الحدود مع باكستان من خلال الحوار، مضيفاً أن دور أردوغان «مهم جداً في هذا المجال وعلى صعيد أمن المنطقة ككل».
ومنح غني الذي وصف تركيا بأنها «مثال السلام والاستقرار في العالم الاسلامي»، أرفع وسام مدني في أفغانستان وهو ميدالية «أمان الله».
وخلال الزيارة التي استغرقت يوماً واحداً فقط، جرى التطرق إلى اسم تركيا كوسيط محتمل لبدء مفاوضات بين كابول وحركة «طالبان». وتستضيف أنقرة منذ عام 2007، لقاءً ثلاثياً بين أفغانستان وباكستان وتركيا، وضمّ اللقاء الأخير في شباط الفائت، الرئيس الأفغاني السابق حميد قرضاي ورئيس وزراء باكستان نواز شريف، وجرى خلاله البحث حول السلام في أفغانستان والتوترات بين كابول وإسلام آباد.

(الأخبار، أ ف ب)