هل ستقفل الجامعة الأميركية مركز الأبحاث والدراسات (AREC) لديها في كلية الزراعة والعلوم الغذائية في البقاع؟ وهل فعلا الوضع الأمني هو السبب الحقيقي؟ وما مصير طلاب الهندسة الزراعية، وأكثر من مئة موظف وعامل يومي يتهددهم وعائلاتهم انقطاع مورد رزقهم؟

طلاب الكلية لم تقنعهم «الذرائع والحجج» التي ساقتها الإدارة، «لجهة الوضع الأمني» في البقاع، فقرروا الاعتصام غدا أمام مبنى الكلية في بيروت، احتجاجاً منهم على قرار إقفال المركز لمدة سنة (قابلة للتجديد). فهذا المركز «خرّج مئات المهندسيين الزراعيين على مدى أكثر من نصف قرن» كما يقول احد متخرجي الجامعة. في جعبة الطلاب مطلب واحد سيرفعونه في اعتصامهم، «التراجع عن قرار الإقفال وفتح تحقيق شفاف في الجامعة التي اعتدنا المساءلة والمحاسبة فيها قبل اتخاذ أي قرار»، بحسب ما يقول أحد الطلاب لـ«الأخبار».
المركز الواقع في حوش سنيد يقدم الخدمات العلمية والزراعية والغذائية منذ عام 1953، وكان المؤسس لقطاع الدواجن في الشرق الأوسط، الذي يعد من انجح القطاعات الزراعية. لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فساهمت الكلية في التوعية في مجال الإرشاد الزراعي وساهمت في مئات التجارب والأبحاث العلمية. أحد موظفي الكلية يقول لـ»الأخبار» أن إدارة الكلية في البقاع دأبت منذ أشهر على إظهار المركز على أنه «عبء»، وتزامن ذلك مع «ممارسات خاطئة من المدير هلال دبوق»، وعلمت الأخبار أن خلافا نشأ بين أحد الموظفين واحدى العائلات البقاعية، ونتيجة الاحتقان الذي توّلد لدى الأخير بسبب التضييق الممارس عليه من دبوق، اعتدى عليه خارج حرم الجامعة، الا ان ادارة الجامعة صرفت الموظف دون أي تعويض، ولاحقا قدّم دبوق استقالته من الكلية، ما يلغي بحسب الطلاب وأبناء المنطقة فرضية وجود خطر أمني على الطلاب.
رؤوساء البلديات في البقاع استنكروا الأحداث التي وقعت، وحمّلوا مسؤوليتها لدبوق «لتعاطيه الخاطئ وغير المسؤول مع موظفي الجامعة وأهالي المنطقة»، مطالبين بتحقيق شفاف بالأحداث والاتهامات الباطلة والمسيئة بحق الموظفين وأهالي المنطقة». رئيس بلدية بدنايل علي جواد سليمان أوضح لـ»الأخبار» أن أهالي المنطقة حموا الكلية منذ تأسيسها لدورها الفاعل على الصعيد العلمي والزراعي والغذائي في المنطقة، مشدداً على أن تجميد كافة نشاطات المركز الزراعية والبحثية والإنتاجية سينعكس ضرراً كبيراً على المنطقة بأكملها، مطالبا بالعودة عن قرار الاقفال».
كل ما يحصل استدعى تنبّه الموظفين والعاملين في كلية الزراعة، إلى أن ثمة «سيناريو يحاك وتفاصيل تظهر أن الكلية ستُقفل أبوابها، فبعد انتفاء وجود أي خطر أو تهديد يسببه بعض أهالي المنطقة، عُقد اجتماع في ادارة الجامعة تقرر فيه تجميد أعمال الكلية في البقاع بذريعة الوضع الأمني الخطر على الطلاب، رغم أن عددا من الأساتذة سجّل اعتراضه.
«أنا وين بدي روح بعيلتي، شو بعدني صغير حتى فتش ع وظيفة صار عمري أكثر من 50 سنة، وأهلي مضمونين ع حسابي»، يقول أحد العاملين في المركز. يتحدث الرجل بكثير من القلق عن مصيره وعائلته. أكثر من مئة موظف وعامل يقصدون الكلية من غالبية قرى البقاع، وحتى من معربون واللبوة في البقاع الشمالي. يتساءل بعضهم عن السبب الحقيقي الكامن وراء قرار الإقفال، ويؤكدون أن ذريعة الوضع الأمني «غير ناجحة ولا تصلح لإقفال كلية لم تتأثر في الحرب الأهلية ولا في حرب تموز 2006، ونطالب الإدارة بفتح تحقيق جدّي وعدم الاكتفاء بشهادة شخص واحد، لما في ذلك من خطورة على حياة موظفين أفنوا حياتهم من أجل الكلية».