حلب ـ اللاذقية | تعود حلب إلى بؤرة الأحداث مجدداً مع توسيع الجيش السوري لعملياته في المدينة وفي ريفها الشمالي، إذ نفذت وحدات منه عملية خاطفة، فجر يوم أمس، سيطرت على إثرها على قريتي سيفات وحندرات شمال المدينة، ليتوسع بذلك الطوق حول الأحياء الشرقية، ولتغدو القوات
السورية على بعد يقل عن خمسة كيلومترات لإغلاقه نهائياً.
واستطاعت وحدات من الجيش السوري، في ساعات الصباح الأولى، التقدم والتمركز في سيفات وحندرات، القريتين الواقعتين إلى الشمال من مخيم حندرات، فاتخذتهما رأس جسر للتقدم نحو باشكوي شمالاً وقطع الطريق المار فيها باتجاه الريف الشمالي. أما مخيم حندرات، فتدور فيه اشتباكات عنيفة لم تحسم نتيجتها. وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إن «العملية الناجحة للجيش جعلت آخر طرق إمداد المسلحين في أحياء شرقي حلب تحت الرمايات النارية».
وبتقدم الجيش السوري، فإن الإطباق الكلي على أحياء شرقي حلب بات قاب قوسين أو أدنى، فقواته غرباً باتت على بعد خمسة كيلومترات من حريتان التي يمر فيها أوتوستراد حلب ـ أعزاز المؤدي الى الحدود التركية، وعلى بعد عشرة كيلومترات من مارع شمالاً.
وفي مدينة حلب، تجددت الاشتباكات في محور بستان القصر وفي محيط «جامع الرسول الأعظم» في حي جمعية الزهراء، في وقت تواصل فيه استهداف أحياء سكنية في المدينة من قبل الجماعات المسلحة، حيث تم تسجيل سقوط أكثر من عشرة قذائف في أحياء الجلاء والأشرفية والجابرية ومحيط القصر البلدي، أودت إحداها بحياة طفلة وجرحت خمسة آخرين.
وفي اللاذقية، يبدو أن لعنات المعارك على القمم ترافق المقاتلين على محور قمة النبي يونس، التابع لناحية صلنفة في الريف الشرقي، وتجدّد ذكرياتهم مع معارك كسب التي استمرت أشهراً، في الريف الشمالي. انسحابات بالجملة سجلت من قمم استراتيجية، أشدها تأثيراً تلة دورين، بعد تقدّم سجل، أول من أمس، كاد يفتح طريق الجيش إلى داخل قرية دورين، القريبة من بلدة سلمى.
ووفقاً لمصدر ميداني، فإن العملية العسكرية التي بدأت قبل يومين، بهدف تحرير بلدة سلمى، أهم معاقل المسلحين في الريف الشرقي للاذقية، توقفت مؤقتاً، نظراً إلى أن «التقدم السريع لا يجدي نفعاً ضمن الطبيعة الجبلية الوعرة، في ظل سقوط شهداء من الجيش والقوى الأمنية والدفاع الوطني».
في مقابل ذلك، يبدو أن سقوط قذائف عدة على رؤوس المدنيين داخل اللاذقية كان أولى نتائج توقف العملية العسكرية. وسقطت القذائف في محيط حرم «جامعة تشرين»، وعلى أوتوستراد الثورة قرب مدخل المدينة، ما أدى إلى مقتل أربعة مواطنين، وإصابة آخرين بجروح، بينهم أطفال. ومن المرجح أن يكون مصدر إطلاق الصواريخ قرية الزويك القريبة من بلدة ربيعة الواقعة في أقصى ريف اللاذقية الشمالي.