صدر ترتيب منظمة «كواكاريلي سيموندس» (QS) لأفضل الجامعات في العالم، وأظهرت نتائجه أن الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف هما من أفضل 20 جامعة في المنطقة العربية، في حين غابت الجامعة اللبنانية وعدد من الجامعات الأخرى المعروفة عن هذا التصنيف، واحتلت جامعات الخليج المراتب الاولى.
حصلت الجامعة الأميركية على المركز الثاني في المنطقة العربية بعد جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وعالمياً حصلت على الترتيب 249. أما الجامعة اليسوعية فحصلت على المركز 14 عربياً وترتيبها عالمياً ضمن المراتب بين 551 و600.
التصنيف الذي تجريه QS صنّف الجامعة الأميركية في كل من القاهرة والشارقة ودبي ضمن العشرين الأوائل، إضافة الى 6 جامعات سعودية و5 جامعات إماراتية، جامعتين في الأردن، جامعة في كل من مصر وعمان وقطر والبحرين.
لكن كيف استطاعت الجامعات الأميركية والخليجية في المنطقة الوصول الى هذه المراتب؟ هل هي أفضل من غيرها؟ ولما هذا التفاوت بين ترتيبها وترتيب الجامعة اليسوعية، رغم عدم الاختلاف الكبير في نوعية التعليم في كلا الجامعتين؟ ولمَ غابت الجامعة اللبنانية وجامعات أخرى عن هذا التصنيف؟
يقوم هذا التصنيف على 6 عوامل، أوّلها سؤال مجموعة من الأساتذة والأكاديميين حول العالم عن رأيهم في الجامعات التي تنجز أفضل الأبحاث في مجالهم، ويتم التواصل مع الأساتذة من خلال قوائم بريدية واستبيانات يقومون بالإجابة عنها. ويؤثر هذا العامل بنسبة 40% على الترتيب، فيما يحوز مؤشر نسبة عدد أعضاء هيئة التدريس الى عدد الطلاب 20%، والأبحاث المنشورة لأعضاء هيئة التدريس ومعدل نشرها (20%). تقوم المؤسسة أيضاً باستطلاع آراء جهات التوظيف عن خريجي الجامعة، وتحتسب نسبة الطلاب الأجانب ونسبة الأساتذة الأجانب. ومعظم العوامل موظفّة لمصلحة الجامعات التي تملك تأثيراً إعلامياً ولها علاقات مع المتمولين، أي أصحاب جهات التوظيف، وهي في المنطقة العربية الجامعات الأميركية والخليجية بشكل أساسي، بصرف النظر عمّا إذا كانت تستحق المرتبة التي حصلت عليها أو لم تستحق.
اللافت أيضاً في التقرير طغيان الجامعات التي تعتمد النظام الأميركي في التدريس على المراتب الأولى، أي إن الأساتذة والأكاديميين التي استشارتهم المؤسسة لإبداء آرائهم منحازون الى معايير هذا النظام أو الى معايير أصحاب رؤوس الاموال. ما يعزز هذه الفرضية هو التباين الواضح مع تصنيف شانغهاي (التصنيف الأكاديمي لجامعات العالم) لأفضل 500 جامعة في العالم. هذا التصنيف يلحظ وجود عدد أكبر للجامعات التي تعتمد نظام التعليم الفرنسي في المراتب الاولى بالمقارنة مع تصنيف QS، فضلاً عن اختلاف تصنيف الجامعة الاولى عالمياً. فلائحة شانغهاي تصنف جامعة هارفرد الاولى، أما QS فتصنفها الرابعة، ولا تضم لائحة شانغهاي سوى جامعتي الملك فهد للبترول والمعادن والملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا ضمن الـ500 الأوائل.