هي ليست المرة الأولى التي تعرض فيها الجمهورية الإسلامية في إيران تقديم السلاح للجيش اللبناني، مجاناً. سبق أن قدّم الإيرانيون عرضاً لتزويد الجيش بالسلاح الذي يحتاج إليه للدفاع عن لبنان في وجه المطامع الإسرائيلية، أثناء زيارة الرئيس السابق ميشال سليمان لطهران، وفي عزّ الحديث عن «الاستراتيجية الدفاعية».
وما ليس خافياً، أن فريق 14 آذار واجه العرض الإيراني وقتها، ومنع الجيش من الحصول على السلاح، بحجّة العقوبات الغربية المفروضة على إيران. غير أن العرض الذي حمله إلى بيروت أمس الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، خلال زيارته رئيس الحكومة تمام سلام، يأتي في لحظة حرجة، حيث يحتاج الجيش إلى أي دعم عسكري في حربه ضد الإرهابيين، وفي ظلّ موقف عالمي يدعو إلى «مكافحة الإرهاب»، بمعزلٍ عن نيات «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا. وبحسب تصريحات شمخاني، فإن «إيران قررت أن تقدم هبة عربون محبة وتقدير للبنان ولجيشه الباسل، وهي عبارة عن بعض التجهيزات التي تساعد هذا الجيش في المواجهات البطولية التي يخوضها ضد الإرهاب الآثم». وأكد شمخاني أن «هذا الوعد ليس طويل الأجل، وإنما ستقدم هذه الهبة بشكل عملي خلال زيارة رسمية يقوم بها وزير الدفاع سمير مقبل لإيران لتسلمها بشكل رسمي». من جهتها، أشارت مصادر وزارية مقرّبة من سلام إلى أن «رئاسة الحكومة ترحّب بأي دعم غير مشروط للجيش من أي جهة أتى، عدا إسرائيل». وردّاً على سؤال حول احتمال رفض فريق 14 آذار للهبة تحت حجج منها العقوبات الغربية على إيران، قالت المصادر إنها لا تستبعد ذلك، «لأن في الأمر تجاذباً سياسياً، لكن الجيش يحتاج إلى كل قطعة سلاح، ونحن لا نشتري من إيران بل نأخذ مجاناً». من جهتها، أكدت مصادر السفارة الإيرانية في بيروت لـ«الأخبار» أن «إيران تنتظر زيارة مقبل لطهران، التي لم يحدّد موعدها بعد، لكنها قريبة جدّاً، على أن يُعدّ وزير الدفاع لائحة بحاجات الجيش، وإيران لن تبخل بتقديم كل ما يساعد الجيش في حربه ضد الإرهاب ولصدّ التعديات الصهيونية». بدورها، أشارت مصادر نيابية بارزة في فريق 8 آذار إلى أنه «لا حجّة لفريق 14 آذار للتشويش على الهبة الإيرانية، لأن الجيش يحتاج إلى السلاح، ومسألة العقوبات واهية، لأن الغرب يحاور إيران في كل مكان، وإيران تساهم بشكل كبير في محاربة الإرهاب، ثم إن السلاح مجاني ولن يدفع لبنان فلساً واحداً».
وقبل أن يغادر شمخاني إلى سوريا، استقبله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حيث «تمّ التداول بآخر التطورات السياسية والأمنية في المنطقة».
جنبلاط رفع الفيتو عن عون وقهوجي ويربط الرئاسة بالتوافق


يتوقّع أن يأخذ بند تمديد عقود شركتي الخلوي أخذاً ورداً بين حرب ووزراء التيار الوطني الحر
وأشار نصرالله بعد اللقاء إلى أن «أولويات حزب الله الآن هي لتفعيل المواجهة ضد الإرهاب التكفيري والعمل على منع انتقال الأزمة وعدم الاستقرار إلى المجتمع اللبناني، وتمتين وتعزيز الاستقرار والوحدة الوطنية في لبنان». وأكد أن «مواجهة الإرهاب التكفيري والتهديدات المتصاعدة تحتاج إلى إجراءات فعلية لا مسرحية وتجنب ازدواجية المعايير والتعاطي المشبوه مع هذا الإرهاب».

شهيّب عند عون

في سياق آخر، تستمر العلاقة بين النائب ميشال عون والنائب وليد جنبلاط بالتطور إيجاباً، وآخر الفصول زيارة النائب أكرم شهيّب للرابية أمس، الذي أكد بعد لقائه عون أنه نقل رسالة خاصة جداً من جنبلاط إلى عون، و«فحوى الرسالة خاص جداً ولن نعلن عنه». وأشار شهيّب إلى «أنّنا على تواصل تام مع العماد عون والزملاء النواب والوزراء في التكتل». من جهتها، قالت مصادر الحزب الاشتراكي لـ«الأخبار» إن «العماد عون حيثية وطنية، لكن الرسالة لا علاقة لها برئاسة الجمهورية إطلاقاً». بدورها، أشارت مصادر في قوى 8 آذار على صلة بجنبلاط إلى أن الأخير «رفع الفيتو في الرئاسة عن عون وقائد الجيش العماد جان قهوجي، بعد أن كان قد وضعه سابقاً على عون وقهوجي ورئيس حزب القوات سمير جعجع، لكن جنبلاط يربط الموضوع بالتوافق. وعندما قال إن كتلتي ليست بيضة قبان، معنى ذلك أنه لن يغلّب طرفاً على آخر».

جلسة «صاخبة» غداً لمجلس الوزراء

من جهة ثانية، توقّع وزراء أن تكون جلسة الحكومة صباح غدٍ الخميس «صاخبة» ، في ظلّ وجود عدّة بنود «خلافية» على جدول الأعمال، إذ يتوقّع أن يأخذ بند تمديد عقود شركتي الخلوي أخذاً ورداً بين وزراء التيار الوطني الحر ووزير الاتصالات بطرس حرب، إضافة إلى بند طلب شركة الكهرباء نقل مركزها الرئيسي من مار مخايل النهر إلى مكان آخر. ومن المنتظر أيضاً أن يجري النقاش حول لقاء وزير الخارجية جبران باسيل بنظيره السوري وليد المعلم في نيويورك. وفي السياق، أضيفت إلى جدول أعمال مجلس الوزراء أربعة بنود عادية. لكن ما بدا لافتاً فيها هو بند يتعلق بكتاب من وزارة الطاقة رقمه 51/ت تاريخ 29 /9 /2014 حول العقود الموقّعة مع شركة «سوناتراك» الجزائرية و«مؤسسة البترول الكويتية»، علماً بأنه ورد في جدول الأعمال في البند 14 تحت عنوان شؤون مالية، وبينها «عرض وزارة المالية العقود الموقعة مع كل من مؤسسة البترول الكويتية ومؤسسة سوناتراك الجزائرية».

«قَلَّو صاحيلك، قَلَّو واعيلك»!

من جهة أخرى، يعقد مجلس النواب جلسة عادية اليوم لاستكمال البحث المتوقف في مشروع قانون «سلسلة الرتب والرواتب». وبحسب أكثر من نائب، فإن كتلتي «التغيير والإصلاح» و«المستقبل النيابية» ستحاولان كلٌ بدورها تعديل بعض المواد الـ32 التي ضمّها المشروع، كالمادة الثانية (حول رواتب الدبلوماسيين) والثالثة (رواتب الموظفين بعد تغيير درجاتهم أو عملهم) والثامنة (تترك للمدارس الخاصة حريّة «إقرار» الزيادة أو عدمها على رواتب المدرسين)، وكذلك المادة المتعلقة بساعات العمل الإضافية للموظفين في الرقابة والرقابة المالية. وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم تكن «التغيير والإصلاح» قد حصلت على الأجوبة الكاملة من النائب جورج عدوان بشأن البند المتعلّق بالزيادة للعسكريين. ووصف أحد نوّاب «التغيير والإصلاح» الأجواء المتوقعة لجلسة اليوم بـ«قَلَّو صاحيلك، قَلَّو واعيلك».