هل استشعرت فنادق بيروت اللهجة العالية لهيئة علماء المسلمين في مؤتمرها الصحافي، فاعتذرت عن عدم استقبال مؤتمرها الصحافي؟ فبعد أن وقعت إدارة فندق كراون بلازا في الحمرا عقد استضافة المؤتمر، تراجعت من دون إبداء السبب. إدارة فندق الكومودور المجاور أيضاً وافقت ثم تراجعت على غرار عدد من الفنادق البيروتية الأخرى. ما دفع الهيئة إلى العودة إلى مقرها في الطريق الجديدة حيث عقدت مؤتمرها عصر أمس.
رئيس الهيئة الشيخ مالك جدَيدَة، قرأ بحضور أعضاء مجلسها، بيان المؤتمر الأول بعد انسحابها من الوساطة للإفراج عن العسكريين المختطفين. حيّا قيادة الجيش التي تراجعت عن «عملية ذبح عرسال وإبادة عشرات الآلاف من المواطنين واللاجئين الهاربين من إرهاب تحالف الإثم والدم». ووجد أن حزب الله (من دون أن يسميه) «انغمست يداه إلى ما فوق الكتفين، في الدماء المحلية والإقليمية، ويستدرج الجيش إلى مواجهات مع الشعب وهو المسبّب الرئيسي لكل ما يجري في لبنان من خلال إرسال ميليشياته المسلحة لقتل الناس في سوريا». وأعلن أن يوم الجمعة المقبل في جميع المساجد جمعة «لا لذبح عرسال التي تدفع ثمن عقاب أهل السنّة».
الجيش لا يطوّق بلدة عرسال، وأبناؤها يدخلون إليها
ويخرجون منها بحرية


وعن قضية المخطوفين، اعتبرت الهيئة أن «الحل ليس عند الحكومة اللبنانية ولا القطرية، الحل عند من يعوق التفاوض داخل مجلس الوزراء، وننصحكم أن تشكلوا خلية حل لا خلية أزمة، وألا تتوقفوا عن الضغط على الوزراء وزيراً وزيراً، وأن تحاسبوا من يبيعكم الكلام والأوهام»، مؤكدة أن الهيئة «بذلت قصارى جهدها لحل هذه الأزمة الإنسانية وقدمت كل ما تستطيعه، لكن هناك من أطلق النار على المبادرة وعلى وفد الهيئة». وتوجه جدَيدَة إلى الموقوفين الإسلاميين «في سجون العدالة الانتقائية والانتقامية»، مشيراً إلى أن ذبح العسكريين للإفراج عنهم أساء إلى قضيتهم، راجياً لهم «الفرج القريب من أتون هذا الظلم الرهيب». وإذ أدانت الهيئة استهداف شاحنة للجيش، استنكرت الأفلام الموثقة «لانتهاكات صادمة غير إنسانية وغير لائقة من عناصر أمنية لبنانية بحق مواطنين من عرسال ولاجئين سوريين في المخيمات»، داعياً وزارة العدل إلى اتخاذ الإجراءات القانونية بالفاعلين، لما لها من تداعيات لا تحمد عقباها». ودعت الهيئة «مقاتلي ما يسمى حزب الله إلى الانسحاب الفوري من سوريا، والمقاتلين السوريين إلى الانسحاب الفوري إلى سوريا، حيث معركتهم الحقيقية»، مطالباً بـ»توسيع منطقة عمليات القبعات الزرق لتنتشر على الحدود اللبنانية - السورية». وأكدت مصادر عسكرية لـ»الأخبار» أن الجيش، «خلافاً لكل الاتهامات التي تساق ضده، لا يطوّق بلدة عرسال، وأبناؤها يدخلون إليها ويخرجون منها بحرية، إلا أن الجيش يطوق منطقة الجرد حيث يوجد الإرهابيون ويضيّق الخناق عليهم ويمنع عنهم المواد الأولية وسيستمر في عمليته حتى الإفراج عن العسكريين المحتجزين». وأشارت المعلومات الأمنية إلى أن محاولات متكررة جرت في الأيام الأخيرة لتهريب المازوت والخبز إلى المسلحين. وأبدت المصادر ارتياحها «للنتائج التي حققتها الضربات المباشرة التي نفذها الجيش ضد المسلحين».إلى ذلك، ندد الجيش اللبناني بتصرفات جنود أظهرت لقطات في شريط مصور أنهم يعاملون بشكل سيّئ معتقلين سوريين في منطقة عرسال، موضحاً أن الأمر «تصرف فردي». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر عسكري أن الجيش «على علم بالفيديو»، وأن «قيادة الجيش ضد هذه الممارسات، وهي حريصة على المعاملة الجيدة للموقوفين، وكل جندي يقوم بممارسات كهذه يحاسب عليها».
واصل أهالي العسكريين المخطوفين اعتصاماتهم المتنقلة. ومنذ ساعات الصباح الأولى، أمس، التقى الأهالي الذين وفدوا من مختلف المناطق، في ضهر البيدر حيث قطعوا الطريق بالإطارات المشتعلة منذ الثامنة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر. وأدى ذلك إلى زحمة سير خانقة وإلى تحويل السير في اتجاهات مختلفة، قبل إعادة فتح الطريق بناءً على وعود من وزير الداخلية نهاد المشنوق بمتابعة الملف.