وبعدما أعلن سابقاً أنه لن يصرّح ما دام لا جديد في السياسة، اختار فتى الكتائب «الخطر على المسيحيين» وتطورات المنطقة بوابة للعودة الى الساحة. يقول مقربون منه إن «سامي لم يعد يريد أن يسير على خطى معظم الأحزاب المسيحية. هو أقرب الى خط آل جنبلاط الوسطي. ويريد أن يوجه رسالة الى المسيحيين بأن هناك معطيات جديدة على الارض، يجب عليهم أن يتأقلموا معها ويخرجوا أنفسهم من الاصطفافات التقليدية».
مساء الجمعة اتصل ببعض «الرفاق» طالباً منهم عدم الارتباط بالتزامات يوم الأحد (أمس): «ستكونون معنا في جولة» لم يعطِ تفاصيلها. مساء السبت اكتملت المعطيات: جولة عكارية تمر ببلدات القبيات وعندقت ومنيارة. افتتحت الجولة بزيارة الى «منطقة المتاريس» التي تطل على منطقة تلكلخ في ريف حمص. وهي سمِّيت كذلك بعدما نصبت متاريس فيها مطلع الحرب الأهلية لفصل القبيات عن مناطق البيرة وبيت جعفر. سأله بعض مضيفيه عن سبب غيابه عن الإطلالات الإعلامية، فأجاب بأن «ما يعرض على الاعلام زبالة، ولا أريد أن أنحدر الى هذا المستوى».
أجواء اللقاءات مع الأهالي، استناداً الى أحد المشاركين، «كانت جيدة. فرحوا أنه جاء يستطلع أحوالهم، خصوصاً أنهم خائفون وفي حاجة الى من يطمئنهم». لكن مصادر في 14 آذار عبّرت عن «انزعاج» من الزيارة، إذ إن «في هذه المنطقة توازناً حساساً سنّياً ــ مسيحياً لا تتحمّل أن يأتي أحد كسامي ويلعب بهذا التوازن».
طريقة تعاطي 14 آذار مع خطر «داعش» استهانة بعقول الناس
عضو في المكتب السياسي يقول إن «الشيخ سامي اتخذ قراراً بألا يكون جزءاً من السجالات السياسية». وهو نقل أولوياته الى مكان آخر، «يريد متابعة أوضاع الناس في المناطق الحساسة والمهددة من قبل التنظيمات الارهابية». أحد مسؤولي الأقاليم المقرّبين من النائب الشاب يقول إن «لدى الشيخ ملاحظات كثيرة على طريقة تعاطي فريق 14 آذار مع خطر داعش واستهانتهم بعقول الناس عبر الايحاء بأنه لا يمثّل خطراً حقيقياً. أما داخل الحزب «فالجو العام لا يريح. كانت هناك حساسيات أخيراً بسبب الترشيحات النيابية رغم أنه لا انتخابات»! وأضاف أن الجميل يهتم حالياً بالتنظيم الحزبي، «خصوصاً قسم الشباب وأقسام المناطق البعيدة»، مؤكداً أن الجولة العكارية لن تكون يتيمة، «ففريق عمله يُعدّ له جولات في معظم المناطق، خاصة تلك التي سيكون في حاجة الى طمأنة الناس فيها».