صدّقت الحكومة الإسرائيلية، يوم أمس، على اقتراح رئيسها، بنيامين نتنياهو، لتطوير الاستيطان على المستوى الاقتصادي والاجتماعي في مستوطنة «سديروت» وبقية مستوطنات «غلاف غزة» بمبلغ قدره 1,3 مليار شيكل (نحو 360 ألف دولار أميركي)، وذلك على أن يمتد التمويل لسنوات 2014 - 2018.
رغم ذلك، تظاهر المئات من مستوطني «غلاف غزة» على مفرق «شاعر هنيغيف» للمطالبة بالتوصل إلى تسوية سياسية مع قطاع غزة تضمن الهدوء لمستوطنات الجنوب لفترة طويلة. ونُظِّمت التظاهرة تحت شعار «وقف الحرب القادمة»، واتهم المشاركون الحكومة بأنها تخلت عن سكان الجنوب، فيما قال أحد المتحدثين إن الحل لا يمكن أن يتحقق عسكرياً، داعياً الحكومة إلى المبادرة للتوصل إلى اتفاق يضمن الهدوء لسنوات طويلة.
في غضون ذلك، أقرّ رئيس «الشاباك» الأسبق، عامي أيالون، بأن القتال خلال «الجرف الصامد» كشف «لنا حدود القوة العسكرية»، وشدد على أنه «إذا تعلمنا شيئاً في غزة، فهو أنه سيكون لدينا الأمن عندما يكون لديهم (لدى الفلسطينيين) الأمل. أو بكلمات أخرى: سننعم بالأمن عندما يكون لديهم بمفهومهم ما يمكن أن يخسروه».
ولفت أيالون إلى أنه برغم الضربة العسكرية والدمار الواسع في القطاع، فإننا نقول إن «السيطرة السياسية لحماس تعززت بصورة واضحة، والقوة وحدها من دون أمل سياسي، سيصعد الكراهية، ويعزز التطرف، وسيضعف المعتدلين ويفتت أسس الديموقراطية للمجتمع الإسرائيلي». وتابع قوله: «نعرف اليوم ما أدركه قبلنا بيغن ورابين وشارون أيضاً، وهو أنه إلى جانب القوة العسكرية علينا التوصل إلى تسوية سياسية مع جيراننا الذين يعترفون بحقنا في العيش إلى جانبهم».
من جهته، رأى المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أن المصاعب التي تواجهها «حماس» في عرض إنجاز على سكان القطاع لتبرير معاناتهم خلال الحرب الأخيرة على غزة «تعقد الوضع وتثير التخوف من الآتي». ولفت هرئيل إلى تصريحات بعض قادة «حماس» الذين حذروا من أنه إن لم يرفع الحصار فلا مفر من حرب أخرى.
على صعيد متصل، قال بنيامين نتنياهو، في كلمة له خلال أول جلسة للحكومة الإسرائيلية بعد توقف الحرب على غزة، إنه "لا يستطيع أحد أن يقتلعنا من هنا"، مشدداً على أن إسرائيل وجهت ضربات قاسية إلى "أعدائها".
واستأنف مجلس الوزراء الإسرائيلي، أمس، عقد اجتماعه الأسبوعي بعد تعطيل أعماله ثلاثة أسابيع على التوالي خشية انتقاد سلوك نتنياهو في تلك الحرب. وقالت الإذاعة العبرية إن الحكومة ستعمل على "بناء بنية تحتية جديدة في مجال الغاز إلى (المصانع في الجنوب)، وستستثمر أموالاً في مشاريع تهدف إلى ربط النقب (بشبكة الإنترنت) في إطار برنامج (إسرائيل رقمية)".
يشار إلى أن نتنياهو أعلن إطلاق "الهيئة الوطنية للدفاع عن الفضاء الإلكتروني" التي ستشرف على حماية أنظمة الإنترنت العسكرية والمدنية. وياتي الإعلان بعد أن اتهمت إيران بشنّ هجمات إلكترونية متعددة على إسرائيل، ولا سيما خلال الحرب على غزة. ومن المقرر أن تتولى الهيئة حماية "المنشآت والمنظمات الرئيسية المرتبطة بالدفاع"، كذلك ستوكل إليها "مهمة الدفاع عن المدنيين الإسرائيليين من أي هجمات إلكترونية".

(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)