لا يمكن العاتبين على غياب النائب نايلة تويني عن دائرتها الانتخابية وتمديدها لنفسها وترشّحها مجدداً أن يقولوا لها أبلغ مما كتبته أختها ميشيل أول من أمس، حين وصفت المرشحين للانتخابات النيابية، الذين تتقدمهم نايلة طبعاً، بـ «مرشحي الكذب». في الأشرفية، يُحكى عن ارث أرثوذكسي من فؤاد بطرس الى ميشال ساسين الى آل التويني ـــ الجدّ والابن ــــ الى العائلات الأرثوذكسية السبع.
ويكفي أي مرشح أن يكون واحداً منهم ليدخل «جنّة المطران الياس عودة» ويكسب أصوات أبناء الأشرفية وعائلاتها. لذلك، «كان يمكن لنايلة أن تضمن نيابتها لعشرة أعوام مقبلة، وخصوصاً أن لا خصم فعلياً في وجهها، لكنها أطاحت الارث وأدارت ظهرها لمن وضع ثقته فيها»، يقول أحد نواب دائرة بيروت الأولى. اليوم، يكفي ذكر اسمها بين الأهالي حتى يديروا ظهورهم. نايلة «المفقودة»، لا تحضر الا في سوق الترشيحات، وسط اشارة النائب عينه الى أن «ترشيحها رسالة الى قوى 14 آذار لافهامهم أن تبني أي مرشح سواها ينبغي أن يجري عبرها وبالتنسيق معها».
تولي الأحزاب السياسية أهمية للمقعد الأرثوذكسي في بيروت الأولى. يقول أحد أبناء الأشرفية العتيقين إن المرشح على هذا المقعد يمثل رافعة للائحة، وعليه يُتكلّ فعلياً في تجيير الأصوات لبقية المرشحين. يذهب البعض الى وصف الدائرة بـ «عاصمة الأرثوذكس»، تماماً كما زحلة عاصمة الكثلكة، ويشيرون الى أن كاثوليكيي الأشرفية للتمويل وأرثوذكسييها للوجاهة. أخيراً، أقفلت الترشيحات على ستة مرشحين، أحدهم رئيس تجمع «عائلات بيروت الأرثوذكسية» نقولا تويني الذي ينشط اجتماعياً، وتجمعه علاقة جيدة بالعائلات و... بالنائب ميشال عون. ولكن للتيار الوطني الحر مرشحه الحزبي، القيادي زياد عبس، وهو بات خلال ثلاثة أعوام رقماً صعباً وموجعاً، ليس لخصم طائفته فقط بل لكل لائحة قوى 14 آذار. في موازاة التوينيين وعبس، هناك مرشح القوات اللبنانية عماد واكيم، ومرشح تجار بيروت أو تيار المستقبل نقولا شماس؛ والأرجح أن يكون الأخير بديلا عن واكيم في حال رفض المطران عودة تبنيه.
القوات: جوائز
ترضية المستقبل
أصبحت من الماضي


أما المرشحة ــــ الحدث، فهي الوزيرة السابقة منى عفيش التي رأت في تجربتها الوزارية «الاستثنائية» ما يسند ترشيحها في دائرة لا تعرف هويتها أبدا. طفرة الأرثوذكسيين تقابلها قلة كاثوليكية تتمثل بمرشحين رئيسيين: الوزير السابق نقولا صحناوي الذي يفرضه حضوره مرشحاً عونياً دائماً، ووزير السياحة ميشال فرعون الذي يسرّ في مجالسه بأنه مستقل متحالف مع الحريري لا عضو في كتلته. أما عزوف المرشح دفيد عيسى عن الترشح هذه المرة، فقد أراح فرعون من همّ مواجهة خصم من الخط السياسي نفسه كما وفر على القوات احراجاً لا ينقصها.
مارونياً، النائب نديم الجميل مرشح طبعاً، وجاهز لمواجهة الجميع، وربما يرفع هذه المرة علم «داعش» الى جانب صوره الانتخابية مذيّلة بعبارة: «لماذا مهاجمة داعش وهي لم تهجم علينا بعد؟». ينافس نديم على مقعده وقاعدته وجمهور قوى 14 آذار مسؤول ثكنة الأشرفية السابق ميشال جبور الذي ينشط خدماتياً من خلال ادارته لمكتب أنطون الصحناوي. يصعّب مهمة نديم من الناحية الأخرى استمرار مسعود الأشقر في الترشح لكونه كتائبياً سابقاً أيضاً، وأحد أبرز أصدقاء بشير الجميل، فضلا عن تفردّه بحركته الاجتماعية الدائمة في أحياء الأشرفية وشعبيته بين مقاتليها السابقين. أما اللافت في القائمة المارونية، فهو غياب اسم رئيس نادي الحكمة السابق جورج شهوان منها، بعدما اعتاد ارباك خصومه وحلفائه بحملاته الانتخابية المميزة والمرحة. في ما قررت ريتا باخوس تولي تبريد الأجواء عبر خوضها معركتها في وجه المرشحين الثلاثة الأقوياء من دون غطاء حزبي أو شعبي أو اجتماعي.
يقابل المرشحين الاثني عشر على المقاعد الثلاثة (أرثوذكس وكاثوليك وموارنة) أحد عشر ترشيحاً على مقعدي الأرمن الأرثوذكس والكاثوليك! واللافت أن تيار المستقبل نقل ترشيح النائب جان أوغاسبيان من الدائرة الأولى الى الدائرة الثانية وسط حديث مصادره عن عدم رغبته في الترشح واصرار التيار على ابقائه. يتبارى اليوم على مقعده للأرمن الأرثوذكس ستة مرشحين أبرزهم المرشح المقرب من الطاشناق وعضو مجلس بلدية بيروت هاغوب ترزيان المعروف بمشاكسته في العمل البلدي كما السياسي، ويعمل من خلال منصبه على تسهيل مرور المشاريع الانمائية لدائرة بيروت الأولى خصوصاً، فيما مرشح قوى 14 آذار يدعى سيبوه مخجيان، وهو معروف لخدماته الاجتماعية الكثيفة على مدى 20 عاماً من خلال توليه ادارة مكتب النائب فرعون الخدماتي، بحيث بات يتساءل البعض ان كان هو من ينجّح عمل فرعون ويثبّت زعامته. أما «وجه سحارة» المرشحين فهو ألبير كوستانيان واليكم سجله: ناشط سابق في «لبناننا»، ساهمت صداقته الحميمة للنائب سامي الجميل، يقول أحد المقربين من بكفيا، «في تعيينه عضوا في المكتب السياسي لحزب الكتائب وصولا الى ترشيحه في الأشرفية، وذلك لسببين: ارضاء طموحه وزكزكة نديم».
على ضفة الأرمن الكاثوليك خمسة مرشحين، أحدهم أوهانس تسلاقيان وهو طاشناقي ملتزم وعضو اللجنة المركزية للحزب المركزية، فيما الاثنان الآخران مقربان من الطاشناق: سيرج جوخدريان عضو في مجلس بلدية بيروت وابن الوزير السابق جاك جوخدريان ورئيس مجلس ادارة شركة «سوداتيل» باتريك فاراجيان. ينافس الطاشناقيون النائب سيرج طورسركيسيان المدعوم من قوى 14 آذار وحزب الهانشاك والمرشح القواتي ريشار قيومجيان. في عام 2009 خاض الأخيران معركة شرسة بينهما لركوب اللائحة، انتهت بانسحاب القواتي لمصلحة الأول بضغط من تيار المستقبل. وهو ما لن يتكرر لاحقاً، بحسب مصادر القوات، «لا في الأشرفية ولا في المتن ولا في زحلة ولا في أي من مناطق نفوذ الحزب. أصلا لا يملك الهانشاك ما يزيد على العشرين صوتا في بيروت الاولى، واسكاتنا بجوائز ترضية المستقبل أصبح من الماضي».