حذر رئيس اللجنة الفرعية لشؤون بناء القوة العسكرية في إسرائيل، عوفر شيلح، من أن الاقتصاد الاسرائيلي لن يصمد أمام حرب كل عامين. وقال شيلح إنه «إذا استمررنا في تكبد تكاليف كهذه، وبهذا الاقتصاد الحربي، فإن كل ما يحتاج إليه العرب هو الاستمرار في محاربتنا مرة كل سنتين، من دون التطلع نحو انتصار».
وشدد، كما نقلت عنه صحيفة «هآرتس» أمس، على أن «العقيدة القتالية الحالية للجيش، وبنية قوته في سلاح البر، غير ملائمتين لهذا التحدي، وقضية الأنفاق في غزة تثبت ذلك»، كما رأى في مجريات الحرب على القطاع دليلا على أن الجيش «استعد للحرب لكن ليس لما سيواجهه، وبالتأكيد ليس لمواجهة حماس كالتي التقاها في القطاع».
ولا تنبع أهمية مواقف شيلح من انتمائه الحزبي أو لكونه عضو كنيست، بل انطلاقا من أن اللجنة التي يترأسها، وهي إحدى اللجان السرية المتفرعة عن لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، يتمحور نشاطها حول بناء القوة العسكرية للجيش.
ضمن هذا الإطار، رأى شيلح، أنه «بالطريقة التي يجري عبرها استخلاص العبر من الحرب، فإن أي إضافة إلى الموازنة الأمنية ستضر بشدة بموازنة الدولة، ولن تضيف شيئا إلى قوة الجيش».
ومضى يقول: «ثبت أنه عندما نعطي الجيش المال، فإنه لا يعرف كيف يستغل ذلك لنجاعته، ولا للاستعداد للحرب التي قد يخوضها في المستقبل»، لافتا إلى أن ما بين 2012 – 2013 مثال جيد على تدفق الميزانيات على المؤسسة الأمنية، «لكن لم ينتج عن زيادة الميزانية الكثير من الأمن، ولا الاستعداد الملائم للحرب في غزة».
في سياق متصل، نقل المعلق العسكري في «هآرتس»، عاموس هرئيل، عن مسؤولين إسرائيليين تحذيرهم من «التبذير» المفرط في استخدام الجيش الذخيرة خلال الحروب، كما حدث خلال العدوان الأخير على غزة.
يأتي هذا التحذير في ذروة السجال الداخلي على ميزانية الدولة والمطالبة بزيادة ميزانية الأمن بـ11 مليار شيكل (1دولار = 3.66 شيكل)، وذلك بعد إعلان الجيش أن خسائره في حرب غزة بلغت 8.6 مليارات شيكل، فيما تقول وزارة المالية إن الخسائر أقل من ذلك، وتقدر أنها بلغت 6.2 مليارات.
هرئيل أشار إلى تقرير «لجنة بروديت» عن حرب 2006 ضد حزب الله الذي صدر عام 2007، وأوضح أنه «بموجب إفادة الجيش نفسه، فإن قوة النيران التي مورست (في الحرب ضد حزب الله) كانت فائضة بقدر كبير جدا، وبلغت تكلفتها مليارات الشواكل، كما نُفذ إطلاق النيران اتجاه أهداف كثيرة، والنتيجة كانت متدنية».
وأضاف: «الجيش أطلق ضد حزب الله 170 ألف قذيفة مدفعية في مناطق ظن أنه أطلقت صواريخ منها على الجليل، «وبقدر ما هو معروف، فإنه من إطلاق النار هذا لم يقتل عنصر واحد من الحزب».
«أما في الحرب على غزة»، يضيف هرئيل، «فكانت الوسائل التي استخدمت أكثر ملاءمة للأهداف، لكن التوجه الاقتصادي بقي مشابها لما حدث في حرب لبنان».
ورغم أن الجيش الإسرائيلي يخفي المعلومات المتعلقة بهذا الخصوص، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تؤكد وجود استخدام مكثف من الاحتياطي المهم للأسلحة والذخيرة، لذلك شدد هرئيل على حقيقة أنه «ينبغي أن نذكر أن كل هذا جرى مقابل حماس وهي العدو الأضعف في المنطقة»، مقارنة بحزب الله في لبنان.
من جهة أخرى، وبرغم الأزمات والتحديات التي يواجهها رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، داخل حكومته وحزبه في آن واحد، فإنه «ما من سياسي إسرائيلي يمكن أن يمثل تهديدا له في رئاسة الحكومة»، وهذا ما خلص إليه استطلاع للرأي أجري أول من أمس، وأظهر أن نتنياهو يحتل المرتبة الأولى بين المنافسين المحتملين على هذا المنصب.
وكشف الاستطلاع أن نتنياهو نال تأييد 38% ردا على سؤال عن الأفضل لرئاسة الحكومة المقبلة، فيما نال رئيس حزب «العمل» يتسحاق هرتسوغ 7%، أما أفيغدور ليبرمان (الخارجية) فلم يحصل سوى على 6%. ولجهة نفتالي بينيت وموشي كحلون، وغدعون ساعار الذي استقال منذ يومين، وتسيبي ليفني، فلم يتجاوز أي منهم نسبة 5%، وأخيرا حصل يائير لابيد (المالية) على 4%.
في ما يتعلق بتأثير استقالة ساعر على التصويت لمصلحة حزب «الليكود»، رأى 80% أن ذلك لن يغير قرارهم، فيما قال 15% إن احتمال تصويتهم لـ«الليكود» قد تراجع، وأخيرا رأى 2% أن احتمال التصويت ارتفع بالنسبة إليهم.