يطلق رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد "اللقاء الوطني" في مؤتمر صحافي يعقده غداً في منزله البيروتي. "اللقاء" يهدف "لاستعادة الشارع السني من وحش التطرف" كما يقول مراد في اتصال مع "الأخبار". تحقيق الهدف هذا يخضع لـ "معايير الصناعة اللبنانية": عناصر المهمة الوطنية هم شخصيات سنية متمايزة عن تيار المستقبل والأجواء المتشددة.
يحاول اللقاء أن يبدو جامعاً من خلال التنويع المناطقي الذي يوفره أعضاؤه، إذ يضم الى مراد، الرئيس سليم الحص وبهاء الدين عيتاني وعدنان عضوم (بيروت)، والنائبين الوليد سكرية وكامل الرفاعي (البقاع) وقاسم هاشم (العرقوب) ووجيه البعريني وجهاد الصمد والشيخ بلال شعبان (الشمال)، وزاهر الخطيب (إقليم الخروب). أما صيداوياً، فقد أبدى إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود موافقته المبدئية على المشاركة، فيما رفض رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد المشاركة "ربما لأسباب داخلية مرتبطة بالتنظيم".
"عروبة لبنان والتأكيد عليها كهوية جامعة وعابرة للحواجز الطائفية والمذهبية وتطوير النظام السياسي ووضع قانون انتخاب وطني لا طائفي"، ثوابت يستند إليها اللقاء. وأوضح مراد أن الشخصيات "توافقت على تشخيص الخلل الموجود حالياً في الشارع السني لناحية المواقف من القضايا المحلية والوطنية"، معتبراً أن بعض القوى "خطفت هذا الشارع العروبي والقومي والناصري إلى جو آخر بسبب مصالح فردية". لكن هل يستطيع اللقاء اختراق الجو المذهبي القاتم؟. يدرك مراد انقلاب المزاج السني اللبناني بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. مع ذلك، لا يستطيع التهرب من "مسؤوليتي الوطنية في محاولة إطفاء النار المذهبية المستعرة". وستكون لأعضاء اللقاء جولات على المرجعيات اللبنانية، ولقاءات خارج لبنان. وقد دشن "اللقاء" نشاطه حتى قبل تأسيسه بمساهمته في تسوية أزمة دار الإفتاء وانتخاب الشيخ عبد اللطيف دريان مفتياً للجمهورية. دخول مصر على خط التسوية، أدخل معها مراد، الصديق الناصري العتيق، كعامل مساعد على تسهيل التفاوض بين الأفرقاء . وقد تمكن من جمع عدد من الشخصيات السنية أسبوعياً في منزله في إطار ما سمي بـ "لقاء الثلاثاء" للتباحث حول ملف الدار. اجتماع الشخصيات خلق فكرة تكريسه بشكل دائم مستنداً إلى نجاحه لاحقاً في إبرام المبادرة المصرية والحوار مع دريان حتى استمالته إلى الموقع الوسطي الجامع.
للمفتي الجديد حصة إيجابية في اللقاء. "متفائلون بقدرته على استعادة الدور الوطني الجامع للشارع السني" قال مراد، معولاً على "تقدير دريان لالتفاف أعضاء اللقاء حوله والمساهمة في انتخابه بالتزكية". كما ينتظر أن تعود مصر الى لعب دورها العروبي.
مصادر مواكبة قالت لـ "الأخبار" إن اللمسات المصرية واضحة على اللقاء بمباركة سورية. إذ تحاول المرجعيات المصرية استعادة نفوذها في الشارع السني مع رجال الدين الذين يمثلون خط الإعتدال لمواجهة نفوذ السلفيين والتكفيرين والإخوان المسلمين . وفي هذا الإطار، فإن الوسيط المصري الذي أنجز انتخاب المفتي "سيتابع إشرافه على ترتيب الدار مركزياً وفي المناطق من خلال تدخله في انتخاب المجلس الشرعي الأعلى الجديد ومفتي المناطق ومجالس الأوقاف" بحسب المصادر.