تنوي سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترحيل البدو الفلسطينيين من منطقة القدس، وتجميعهم في غور الأردن. صحيفة "هآرتس" التي كشفت خطة الترحيل، أشارت إلى أن الإدارة المدنية تعمل على مخطط لإخلاء البدو الفلسطينيين من شرقي القدس، وإسكانهم في بلدة كبيرة تقام إلى الشمال من مدينة أريحا في الضفة المحتلة، وسيطلق عليها اسم «تل النعيمة».
وذكرت "هآرتس" أن سلطات الاحتلال انتهت من إعداد المخطط من دون إجراء أي تشارو مع بدو القدس المنوي ترحيلهم، بل تأتي هذه الخطوة خلافا لتوصيات صدرت عن "المحكمة الإسرائيلية العليا"، مشيرة إلى أن "معدي خطة الترحيل يؤكدون أن ذلك يفيد السكان البدو ومن شأنه أن يدفعهم إلى الانتقال من مجتمع زراعي إلى مجتمع عصري يعيش على التجارة والخدمات".
ويبلغ عدد السكان الممكن توطينهم في البلدة الجديدة أكثر من التقديرات الأولية، إذ يصل العدد إلى 12.500 نسمة، وذلك من ثلاث عشائر مختلفة، هي: الجهالين والكعابنة والرشايدة.
طبقا لـ"هآرتس"، فإن البلدة الجديدة هي الثالثة التي تخصصها الإدارة المدنية لتجميع وإسكان البدو إلى الشرق من الضفة، فالبلدة الأولى، واسمها «قفر الجبل»، هي بالقرب من مكب النفايات في أبو ديس، وأخلي إليها أبناء عشيرة الجهالين عام 1997، بعدما ضمت أراضيهم إلى مستوطنة معاليه أدوميم قرب القدس، فيما يجري التخطيط لإقامة بلدة أخرى لـ1200 من البدو في منطقة فصايل شمال غور الأردن.
وقال المحامي شلومو لاكر، الذي يمثل السكان البدو ضد إخلائهم، إن المخطط الجديد ليس إلا مخيم لاجئين مكتظ بسكانه، ولا يراعي نمط الحياة البدوية وظروف معيشتهم، "كما لا يعالج مسألة فقرهم وتوفير أمكنة لرعي ماشيتهم، إضافة إلى أن بعضهم يعملون حاليا في المناطق الصناعية شرق القدس".
ووفق المحامي، أصدرت الإدارة المدنية آلافا من أوامر الهدم للأماكن التي يعيش فيها البدو، لكن الالتماسات المقدمة إلى المحكمة العليا كانت تحول في أحيان كثيرة دون تنفيذ الأوامر، لافتا إلى أن قضاة المحكمة لا يتأثرون بكل ما يدلي به البدو الفلسطينيون.
من ناحية عملية، يقول لاكر، لم يكن بالإمكان إخلاؤهم، بعدما برهنوا أنه لا مكان آخر ينتقلون إليه. على هذه الخلفية بدأت الإدارة المدنية بلورة فكرة إقامة بلدات دائمة بدوية في الضفة تمهيدا لتنفيذ أوامرها بإخلاء وهدم أماكن سكن البدو في عدد من المناطق، وتحديدا شرقي القدس .
وأشار لاكر إلى أنه التقى ممثلين عن دائرة الالتماسات في مكتب النيابة العامة والإدارة المدنية، وسأل المسؤول عن شؤون البدو في الإدارة، يوفال ترجمان، هل في نيتهم تحميل البدو بالشاحنات كما حصل في 1997 مع عشيرة الجهالين، فأجاب ترجمان أنه لا نية لفعل ذلك، بل فقط «هدم مبانيهم السكنية والزراعية، وعليهم هم أن ينتقلوا إلى الأماكن البديلة التي خصصت لهم».
في سياق آخر، ذكرت الإذاعة العبرية أن ما يسمى «دائرة أراضي إسرائيل»، هدمت خلال الأيام الأخيرة 28 مبنى في بعض التجمعات السكنية البدوية في النقب، ضمن بلدات راهط واللقيه وام بطين، مشيرة إلى أن 13 من أصحاب هذه المباني عمدوا إلى تنفيذ أوامر الهدم بأنفسهم، وذلك توفيرا للتكاليف المالية الباهظة المترتبة عليهم، إذا هدمتها «دائرة الأراضي».