في غضون إعلان إسرائيل الموافقة على المبادرة المصرية، أظهر عدد من أعضاء المجلس الوزاري المصغر رفضهم اتفاق وقف إطلاق النار، فيما لاذ آخرون منهم بالصمت. أبرز المعارضين الذين أعلنوا موقفهم، وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ووزير الاقتصاد نفتالي بينت، ووزير الأمن الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش، وأيضاً وزير الاتصالات غلعاد اردان.
وفي التعليق على الرفض، أعرب بينت عن معارضته اتفاقاً يكبّل أيدي الجيش في ملاحقة «الإرهاب» في غزة، فيما أشار أهرونوفيتش إلى أن المعركة في القطاع لم تنته، «فحماس لا تزال تمتلك قدرات كبيرة على إطلاق الصواريخ، لذلك يجب مواصلة ضرب بنيتها التحتية».
أما رئيسة حزب «ميرتس»، زهافا غالؤن، فأكدت أن اتفاق وقف النار جاء متأخراً جداً، «وهو يؤكد أن العملية العسكرية ليست إلا فشلاً استراتيجياً لبنيامين نتنياهو الذي بدأ حرباً بلا أهداف وأنهاها بإنجازات لحماس على حساب سكان الجنوب».
في موازاة رفض الاتفاق، قال مصدر أمني رفيع للقناة العاشرة، إنهم «في المؤسسة الأمنية واثقون من أن سياسة تهشيم حماس التي مارسها الجيش ضدها هي التي أجبرتها على قبول وقف النار بلا شروط مسبقة»، وأكد المصدر أن «الاختبار الحقيقي لإسرائيل سينتقل لاحقاً إلى القاهرة في المفاوضات السياسية التي ستجري هناك، ومن ناحيتها فإن التحدي هو التوصل إلى اتفاق يمنع إعادة تسليح حماس، رغم أن ذلك ليس سهلاً». واعترف بأن «الفصائل الفلسطينية استطاعت أن تصل إلى سابقة جديدة في مواجهة إسرائيل، وأن تستهدف بطريقة نوعية الجبهة الداخلية».
المصدر أضاف أنه «من الواضح لإسرائيل أن حماس ستعمل خلال المرحلة المقبلة، وربما في اليوم الأول لوقف النار، على إعادة ترميم منظومتها الصاروخية، والعودة إلى تهديد إسرائيل من جديد»، معقّباً: «صحيح أن قدرة حماس على الإنتاج محدودة في هذه المرحلة، لكنها موجودة». وحذر من أن «المفاوضات السياسية المرتقبة في القاهرة تحدّ لإسرائيل، لأنها تدرك مسبقاً أن إخفاق المفاوضات من شأنه أن يتسبّب في استنئاف النار».
على صعيد متصل، رفض رؤساء بلديات المستوطنات في جنوب فلسطين المحتلة اتفاق وقف النار، ووصفوه بأنه خضوع إسرائيلي أمام «الإرهاب». وقال رئيس بلدية مدينة عسقلان المحتلة إن «كل تنازل أمام حماس خضوع للإرهاب، فسكان الجنوب أرادوا الحسم، لكن ذلك لم يحدث». وأضاف: «إسرائيل خضعت مجدداً لحماس، وغزة فرضت شروطها، وعلينا أن نستعد لما هو أعظم وأكثر خطورة».
كذلك، قال رئيس المجلس الإقليمي في ساحل عسقلان إنه «لا رضا عمّا حدث، وسنبقى في حال تأهب خلال الأيام المقبلة، رغم أن سكان غلاف غزة في عجلة من أمرهم ويريدون العودة إلى منازلهم، فـ60% منهم مشردون ومتفرقون في البلاد».